فشلت مليشيات الحوثي، وحليفتها قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في حسم معركة محافظة تعز جنوب اليمن، على الرغم من تفوقها بالعدة والعدد والخبرة على قوات الجيش الموالي للشرعية المسنود بـ"المقاومة الشعبية"، في وقت تحمل فيه الأيام المقبلة إمكانية السقوط النهائي لتلك القوات في محافظة تعز، وتحديداً من ميناء المخا حيث ستنطلق عملية "السهم الذهبي"، التي تشارك فيها قوات "التحالف العربي".
وتلقت مليشيات الحوثي وصالح، خلال أربعة أيام من معركة التحرير، هزائم عسكرية في مختلف جبهات المدينة، تكبدت خلالها خسائر هائلة في السلاح والقوة البشرية، وفقدت السيطرة على جميع المواقع الاستراتيجية، وباتت محشورة في مربعات ضيقة عند مناطق المدخل الشمالي ومناطق المدخل الغربي للمدينة.
وقالت مصادر محلية عدة، لـ"لعربي الجديد"، إن مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تحشد قواتها في منطقة الجندية في أجزاء الضواحي الشمالية، وأوضحت المصادر أن ترسانة من المعدات العسكرية كانت مختبئة في أودية بتلك المناطق ظهرت، وتستعد لمواجهات قوات الشرعية في جبهة الضواحي الشمالية التي يقودها العميد ركن صادق سرحان.
من جهتها، تابعت قوات الشرعية و"المقاومة الشعبية" بعد تحريرها مناطق مربع المدينة بالكامل، توجهها لتحرير ما تبقى من مناطق المحافظة في الأجزاء الغربية التي تتصل بمدينة المخا الساحلية، الأمر الذي بدأته منذ أمس الإثنين عبر جبهتين، إذ زحفت جبهة صينه من المناطق التي توقفت عندها في منطقة الحصب، نحوَ المناطق الغربية باتجاه بئرباشا.
وقال شهود عيان، إن "المقاومة الشعبية" وقوات الشرعية بلغت في تقدمها إلى منطقة بئرباشا، التي تبعد عن معسكر اللواء 35 مدرع مسافة 3 كيلومترات، بعدَ اشتباكات معَ بقايا قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي، بالتزامن معَ زحف قوات الشرعية من جبهة الضباب جنوب المدينة بقيادة العميد ركن يوسف الشراجي، وهي الجبهة المسند إليها تحرير ميناء المخا، صوب مناطق الأجزاء الغربية، لوضع مليشيات الحوثي، وقوات المخلوع صالح المتحالف معها والمتمركزة في معسكر اللواء 35 مدرع بين فكي كماشة.
وقال مصدر عسكري في قيادة جبهة الضباب، لـ"العربي الجديد"، إن قواته تمكنت، اليوم الثلاثاء، بعد معارك ضارية من السيطرة على شارع الثلاثين المؤدي إلى موقع اللواء 35، وباتت على بعد كيلومتر واحد منه، بالإضافة إلى سيطرتهم على تل "هان" المطل على ضواحي منطقة الربيعي التي تعد البوابة الرئيسية للمدخل الغربي للمحافظة، وأشار إلى أن قواته ستتوجه غربَ مدينة المحافظة، نحو مدينة المخا التي تبعد 115 كيلومترا عن تعز، وستعمل على تحرير مينائها، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، والتي ستدخل عبر ميناء المخا بقوات ما يسمى بـ "السهم الذهبي"، طبقاً للمصدر نفسه.
وتكمن أهمية المخا، وهي مدينة ساحلية، في مينائها الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، ويبعد عن باب المندب مسافة 40.5 ميلا بحريا شمالاً، وعن مدينة تعز مسافة 115 كيلومترا غرباً.
وعلى صيعد آخر، قال مصدر سياسي، لـ"العربي الجديد"، إن مكونات "المقاومة الشعبية" بشقيها السياسي والعسكري عقدت اجتماعاً، أمس الإثنين، لمناقشة سير العمليات العسكرية للمعركة.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن كافة أراضي المحافظة ستكون خلال أيام قليلة تحتَ سيطرت قوات الشرعية، التي ستعمل على نشر نقاط التفتيش من الجيش الوطني ليتولى مهام أمن واستقرار المحافظة، وحماية المؤسسات الحكومية وإعادة الحياة العامة إلى طبيعتها.
اقرأ أيضاً: تعبئة عامة في وسط اليمن بقيادة المقدشي... وهادي بالدوحة