عقب إعلان تحرير مضيق باب المندب وجزيرة ميون، اليوم الخميس، تتجه قوات الشرعية والتحالف إلى تحرير محافظة تعز عبر محورين، الأول ينطلق من باب المندب لتحرير الساحل الغربي وصولاً إلى ميناء المخا، والثاني من خلال تحرير منطقة كرش والتقدم نحو المنفذ الشرقي للمدينة والذي يخضع لسيطرة الحوثيين.
وكانت مليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، تسيطر على جزيرة ميون التي تقع بالقرب من مضيق باب المندب، كما تسيطر على اللواء "17 مشاة" الذي يشرف على تأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي.
ويقع مضيق باب المندب، الذي يفصل الجزيرة العربية عن أفريقيا، على مقربة من مدينة تعز التي تشهد معارك طاحنة. وسيطرت المقاومة الشعبية على المدينة، فيما يسيطر الحوثيون على المنطقة الساحلية وعلى ميناء المخا على بعد 80 كيلومترا غرب تعز، وعلى المواقع العسكرية التي تشرف على المضيق.
اقرأ أيضا: اليمن: قوات الشرعية تسيطر على مضيق باب المندب
وأكد مسؤول الرصد في المقاومة الشعبية بتعز، زكريا الشرعبي، لـ"العربي الجديد" أن معارك عنيفة تخوضها المقاومة والشرعية بدعم من قوات التحالف في منطقتي ذباب والوازعية التي تتبع محافظة تعز وتشرف على باب المندب من ناحية اليابسة.
وأكد الشرعبي لـ"العربي الجديد" أنه ليس هناك قوة عسكرية تحركت لأجل تحرير تعز تحديدا، لكنه اعتبر أن تحرير ميناء المخا سيسرع عملية تحرير تعز.
وأوضح أن التعزيزات العسكرية التي وصلت من التحالف والمنطقة العسكرية الرابعة إلى منطقة باب المندب، هدفها منع وصول السلاح إلى الحوثيين، وأشار إلى أنها ستعمل أيضا على تحرير المناطق المطلة على باب المندب والتي تتبع محافظة تعز.
وأكد أن قوات التحالف والشرعية ستواصل التقدم وصولا إلى تحرير ميناء المخا ومحيطه .
واعتبر متحدث المقاومة أن تحرير المخاء يخدم تعز ويمنحها شريانا للتنفس ووصول ما تحتاج إليه من مواد غذائية ومشتقات نفطيه ودواء وربما سلاح.
وقال الشرعبي إن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية وبعد تطهير باب المندب، تخوض معارك عنيفة مع الحوثيين في منطقة العمري بمديرية ذباب، كما تخوض معارك في قرية الأغبرة بمديرية الوازعية.
وأشار الشرعبي إلى أن المواجهات تجري تحت غطاء جوي من التحالف وبمشاركة مروحيات الأباتشي، وأن عشرات الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى، وتمكن أفراد المقاومة في الوازعية من أسر 10 من مقاتلي الحوثي، فيما قتل 7 أفراد من المقاومة.
وأوضح أن معارك أخرى تدور في منطقة كرش بعد وصول تعزيزات عسكرية من المنطقة الرابعة العسكرية والتحالف.
وأكد مصدر عسكري رفيع لـ"العربي الجديد" أن قوات الشرعية والتحالف أرسلت، صباح اليوم الخميس، عشرات الآليات العسكرية والمقاتلين إلى محافظة تعز لمساندة المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حمود المخلافي.
وأشار إلى أن التعزيزات انطلقت من المنطقة الرابعة في عدن مروراً بالعند، التي خرجت منها آليات عسكرية وعربات نقل جند إضافية على متنها مقاتلون متجهة إلى تعز.
وقال إن المنطقة العسكرية الرابعة أرسلت التعزيزات إلى شمال وغرب عدن لتأمين الوضع العسكري أولا، بعد محاولات الحوثيين التقدم نحو لحج، ثم التوجه لإسناد المقاومة في تعز.
اقرأ أيضا: توافق أميركي خليجي على حل الأزمة اليمنية "سلمياً"
وأكد القيادي في المقاومة بعدن، العميد عيدروس الزبيدي، مشاركة المقاومة في عمليات تحرير المندب وتعز، وقال في تصريحات: "نحن مع التحالف العربي حتى تحرير صنعاء".
وقال أحد سكان جزيرة ميون المطلة على باب المندب لـ"العربي الجديد" إن عشرات الآلاف من سكان الجزيرة نزحوا منها عقب سيطرة الحوثيون، إلى مناطق ذباب والوازعية، غرب تعز.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثيين تركت عددا قليلا من العتاد والأفراد في الجزيرة لكنها قامت بزرع آلاف الألغام، وقال إن الجزيرة أصبحت ملغمة بالكامل.
وتبعد جزيرة ميون عن ميناء عدن مسافة 100 ميل بحري و200 ميل عن جزيرة كمران، وهي تقع في مضيق باب المندب على بعد ميل ونصف الميل من الساحل العربي و11 ميلا من الساحل الأفريقي.
وتعدّ السيطرة على مضيق باب المندب نقطة تحول في الحرب ضد الحوثيين، بحسب محللين.
وأكد المحلل اليمني المتخصص في شؤون البحر الأحمر، عبدالله دوبله، أن الحديث عن استعادة باب المندب هو أمر مهم للتحالف لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين بحسب قرار مجلس الأمن 2216. وقال دوبله لـ"العربي الجديد": "لا يوجد، الآن، أي قوات نظامية في المنطقة بعد سيطرة الحوثيين على اللواءين 17، و55 الذي ذهب أفراده وقياداته إلى البيوت، الواضح أن مليشيات الحوثي هي من تتواجد هناك".
وأشار إلى أن قاعدة معسكر خالد بن الوليد، التي يمكن القول إن ثمة عسكراً يوالون صالح فيها شرق المخاء، لا تبعد عن باب المندب سوى 100 كيلو متر، وإن على التحالف السيطرة على القاعدة العسكرية لبسط سيطرته على باب المندب.
وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضاناً للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.
وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قد تقدم في كلمته، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بالشكر لدول التحالف العربي على تجاوبها مع طلبه بالتدخل العسكري، والتي قال إنها جاءت حتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية، التي قال إنها تسعى للسيطرة على باب المندب.
اقرأ أيضا: إدارة أوباما تعارض تفتيش السفن التجارية المتجهة لليمن