في حين رحّبت حكومات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بقرار محكمة الجنايات الدولية الخاص بالقبض على "قائد الإعدامات" في قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، محمود الورفلي، وإقدام حفتر على اعتقاله، نشرت مجموعة من القوات الخاصة التابعة للواء المتقاعد مقاطع فيديو تستنكر قرار القبض، معترفةً في الوقت نفسه بإقدام الورفلي على القتل في وضح النهار، وأنه لا يزال حتى الساعة يمارس أعماله القتالية.
وقالت الدول الثلاث الكبرى، في بيان مشترك نشره موقع السفارة الأميركية لدى ليبيا، اليوم السبت، إنها ترحب بقرار قيادة قوات حفتر حيال قرار محكمة الجنايات، ما شجعها على اتخاذ هذا الموقف الموحد لتشجيع ليبيا على إخضاع الخارجين عن القانون للتحقيق والعدالة.
وطالب البيان المشترك قوات حفتر بـ"إجراء تحقيق شامل وعادل وبما يضمن خضوع المسؤولين عن حالات القتل غير القانونية إلى المساءلة وخضوع كل من يشتبه بارتباكهم أو إعطائهم الأوامر أو من فشلوا في الحيلولة دون ارتكاب عمليات القتل غير القانونية والتعذيب ومن كل الأطراف إلى التحقيق الشامل والمساءلة ووفقاً لما تقتضيه الحالة".
وأكّد البيان أن الدول الثلاث ستتابع جهودها من أجل متابعة مسألة القيام بالإجراء المناسب ضد المتواطئين مع الانتهاكات لقانون حقوق الإنسان الدولي أو القانون الإنساني الدولي ومهما كانت انتماءاتهم.
وبالتوازي مع قرار قيادة قوات حفتر، أمس الجمعة، والذي أعلنت فيه عن توقيف الورفلي وإحالته للمدعي العسكري للتحقيق معه حول التهم المنسوبة إليه بارتكاب جرائم حرب وترحيبها بقرار محكمة الجنايات، أعلن عدد من مقاتلي القوات الخاصة، والتي ينتمي إليها الورفلي رفضهم قرار محكمة الجنايات.
وأكّد المتحدث باسم المجموعة التي كانت ترفع صوراً لـ"قائد الإعدامات"، كتب عليها "محمود الورفلي ابن المؤسسة العسكرية"، على رفض القوات الخاصة لقرار الجنايات الدولية ورفض تسليمه، متحدية المحكمة ودولاً مثل إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية.
وأكّد العسكري في القوات الخاصة أنهم ينفذون أوامر "خليفة حفتر قائد الجيش، والذي سبق أن قال ليس عندهم لدينا إلا الرصاص". وتابع "نحن مستمرون في القتل وقد رصدنا حتى الآن سبع خلايا نائمة في بنغازي نتابعها وسوف نستمر في قتالنا حتى نصل إلى طرابلس ومصراتة وليس بنغازي فقط".
وتركز بيان مسلحي القوات الخاصة على رفض قرار الجنايات الدولية من دون الإشارة إلى قرار حفتر بإيقاف الورفلي، وإحالته للتحقيق، بل حملت الكلمة الحماسية للمسلحين ما يفيد بأن الورفلي لا يزال يزاول أعماله القتالية، إذ أفاد هذا التسجيل المرئي بأن "الورفلي يتابع أعماله في مراقبة الخلايا السبع النائمة في بنغازي"، ما يدحض دعاوى القبض عليه والتحقيق معه.
ويتمتع الورفلي بحماية قبلية عريضة في الشرق الليبي وفي بني وليد معقل قبيلة ورفلة في الغرب الليبي، كما يعتبر من الشخصيات العسكرية ذات الصلات الوثيقة بأولياء الدم في بنغازي، ما يمتعه بحماية قبيلة تحول دون القبض عليه والتحقيق معه.
وفي بني وليد، غرب البلاد، خرج عدد من أبناء القبيلة، مساء أمس، في تظاهرة تطالب بعدم تنفيذ قرار محكمة الجنايات، وحملت اللافتات التي رفعها المتظاهرون شعارات تصف القرار بـ"الاستعمار الجديد"، وأن "قرار المحكمة يعتبر مساساً بكل أبناء ورفلة في كل ليبيا".