أعطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس الخميس، ومن رومانيا، حيث يحضر قمة أوروبية، الضوء الأخضر لعملية تحرير الرهائن في دولة بوركينا فاسو. وهي عملية نجحت في تحرير رهينتين فرنسيتين، إضافة إلى رهينتين أميركية وكورية جنوبية، لم يكن بَلداهما، كما تقول وزيرة الجيوش الفرنسية، على علم بتواجدهما في دولة بوركينا فاسو. وخسرت فيها القوات الخاصة الفرنسية جنديين، إضافة إلى مقتل أربعة من الخاطفين.
وبدأت بعض التفاصيل تتضح بعد ندوة صحافية عقدها بعد ظهر اليوم، الجمعة 10 مايو/ أيار، رئيس الأركان الفرنسي، فرانسوا لوكوانت، ووزيرة الجيوش، فلورنس بارلي.
وتحدثت وزيرة الجيوش عن عملية بالغة التعقيد، أنجزتها قوات خاصة فرنسية، مشيرة إلى تلقي دعم تقني من طرف الولايات المتحدة، ويتعلق الأمر بمعلومات استخباراتية حصلت عليها بواسطة الساتالايت وطائرات بلا طيار، إضافة إلى تعاون الجيش البوركيني، الذي تربطه بفرنسا علاقات تعاون، شرحتها الوزيرة بأنها تندرج في "عملية برخان" وأيضاً في إطار تدريب خاص تقدمه القوات الفرنسية للجيش البوركيني، سمحت بمنح إطار قانوني لإنجاز هذه العملية الصعبة.
وأشادت فلورنس بارلي بهذا "الإنجاز الحقيقي"، واعتبرت ما جرى "عملية بالغة الصعوبة، لا تستطيع إلاّ جيوش قليلة في العالم إنجازها".
وفي التفاصيل فإن القوات الخاصة الفرنسية كانت حريصة على سلامة الرهائن، ولهذا بدأت العملية من دون اللجوء لفتح النار. وقد قامت القوات الفرنسية، التي كانت تتكون من أربعين فرداً، بتنفيذ "تسلل ليلي"، في "صمت مطلق" في ليلة مظلمة على مسافة 200 مترـ حول هدف يتكون من "أربعة ملاجئ"، وفي "منطقة مكشوفة". ثم اقتربت، في الليل، وفي صمت، من الملاجئ التي كان يتواجد فيها خاطفو الرهائن.
وأوضح رئيس الأركان أن الخاطفين اكتشفوا تلك القوات، على مقربة عشرة أمتار. ومن هذه المسافة، أي عشرة أمتار، كان أفراد "الكوماندوز" الفرنسي يسمعون الخاطفين وهم يهيئون أسلحتهم. وفي هذه اللحظة، لحظة انكشاف أمرهم، قام أفراد القوات الخاصة الفرنسية ببدء عملية تحرير الرهائن، من "دون فتح النار".
ويبرر رئيس الأركان الفرنسي، سبب "عدم فتح النار"، من أجل "الحفاظ على حياة الرهائن". وأثناء هذه العملية، التي استهدفت الخاطفين المتواجدين في ملجأيْن اثنين، قُتل جنديان فرنسيان.
وقد بدأ التأثر واضحاً على وجه رئيس الأركان الفرنسي، لفقدان جنديين من النخبة الفرنسية، وأيضاً على وجه وزيرة الجيوش، على الرغم من هذا الإنجاز العسكري والاستخباراتي في ظروف بالغة الصعوبة. وهذا التأثر عبرت عنه الطبقة السياسية الفرنسية جميعاً.
وهو ما يصل إلى الذروة بداية الأسبوع القادم في ساحة ليزانفاليد، حيث سيترأس الرئيس ماكرون حفلاً لتكريم هذين الجنديين اللذين قضيا دفاعاً عن فرنسا وأثناء تحرير مواطنين لهما.
كما أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيستقبل غداً، في الساعة الخامسة بعد الظهر، الرهينتين الفرنسيتين اللتين تم تحريرهما بعد أقل من شهر من الاختطاف.
وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تخسر فيها القوات الفرنسية جنوداً لها أثناء عملية تحرير رهائن خارج فرنسا، فقد فشل "كوماندوز" فرنسي في 12 يناير/كانون الثاني 2013، في تحرير الرهينة الفرنسي، دينس اليكس، وهو عميل استخبارات، في جنوب الصومال، وانتهت العملية بمقتل الرهينة، إضافة لعنصرين من القوات الخاصة الفرنسية.
ولكن الرهينتين الفرنسيين، هذه المرة، تم إنقاذهما، إلى جانب رهينة أميركية وأخرى كورية جنوبية، وهي عملية ناجحة استحقت شكر السلطات الأميركية.