بدأت قوات سعودية اليوم الأربعاء، بالانتشار في خطوط التماس بين الجيش اليمني الموالي للشرعية والقوات التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً في محافظة أبين، وذلك غداة يوم دام أسفر عن سقوط 50 قتيلاً وجريحاً على الأقل.
وتزامن وصول القوة السعودية مع دفع "المجلس الانتقالي" بأكثر من 200 مقاتل جديد إلى بلدة زنجبار تم تدريبهم خلال الأيام الماضية في العاصمة المؤقتة عدن تحت مسمى "المقاومة الجنوبية"، وذلك لتغطية النزيف الحاد بالأرواح الذي تعرض له خلال معارك أبين، التي لم تسفر منذ الـ11 من مايو/أيار الماضي عن إحراز أي تقدم حاسم.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن القوات السعودية التقت بقائد ما يسمى باللواء 12 صاعقة التابع لـ"المجلس الانتقالي في جبهة "الشيخ سالم"، شرق مدينة زنجبار، قبل أن تنتقل إلى مواقع القوات الحكومية في منطقة الطرية ووادي سلا بذات المحافظة.
ولا يُعرف حجم القوات التي دفعتها السعودية إلى أبين والتي تتم تسميتها بـ"قوة حفظ السلام"، ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات لعدد من المدرعات التي تحمل جنوداً سعوديين.
وتقضي الخطة السعودية لفصل القوات في أبين، بسحب القوات الحكومية إلى منطقة شقرة حيث كانت تتمركز قبل المعارك الأخيرة، بالإضافة إلى سحب قوات الانتقالي الجنوبي إلى مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
ويخشى أنصار الشرعية من مؤامرة في أبين مماثلة للتي جرت في سقطرى، عندما انسحبت قوة الواجب السعودية من مواقعها في محيط مدينة حديبو، وأتاحت للقوات الانفصالية اجتياح عاصمة سقطرى بسلاسة.
كما تمتلك الشرعية تجارب مُرة من تدخلات القوات السعودية للتهدئة، ففي أغسطس/آب 2019 تركت القوات التي كلفها التحالف بحماية قصر معاشيق الرئاسي مواقعها، وسمحت لمجاميع "الانتقالي" بنهب محتويات بعض ملحقات القصر والأمانة العامة لمجلس الوزراء بشكل كامل.
احتجاج ضد "العبث الإماراتي"
في غضون ذلك، شهدت مدينة تعز اليمنية، وقفة احتجاجية، شارك فيها العشرات، للتنديد بما وصفوه بـ"العبث والاحتلال الإماراتي"، لافتين إلى أن الإمارات هي الوجه الآخر لإيران باليمن، في إشارة إلى أن كلا الدولتين تقدمان دعماً للمليشيا المسلحة خارج إطار الدولة.
وفي سياق غير بعيد، عززت قوات تابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" انتشارها في مدينة كريتر بعدن، وذلك بهدف إحباط تظاهرة جماهيرية دعا لها الحراك الجنوبي بعد عصر الأربعاء، تنديداً بغياب الخدمات العامة وتدهور الوضع الأمني.