وتشير مصادر من منسقي الاستجابة شمالي سورية إلى أن 60 حافلة نقلت الأسبوع الماضي، نحو 3 آلاف من المقاتلين وعائلاتهم، لتضاف إلى مهجري الدفعة الخامسة التي وصلت إلى إدلب، في التوقيت نفسه، قادمة من ببيلا ويلدا وبيت سحم في ريف دمشق.
وتعمل جهات محلية ودولية على تأمين مأوى لمهجرين جدد يقدر عددهم بـ20 ألف سوري، وأعلنت مؤسسة "بناء للتنمية"، بدعم خليجي وتنسيق مع إدارة الكوارث التركية "آفاد"، عن مشروع استجابة للاحتياجات الطارئة للمهجرين، بهدف توفير المأوى أولاً من خلال ترميم المنازل المتضررة وتأهيل المجمعات السكنية لتكون صالحة للعيش الكريم.
ويوفر المشروع سكناً مستداماً لأكثر من عشرة آلاف شخص في ريف حلب الشمالي والشرقي وريف حلب الغربي، وفي محافظة درعا، ويتوقع أن ينتهي تنفيذه في شهر يوليو/ تموز المقبل.
ويقول المدير التنفيذي لمؤسسة "بناء للتنمية"، هشام ديراني: "تسعى المؤسسة من خلال المشروع إلى دعم التنمية المستدامة في مناطق الشمال السوري، من خلال أنشطة متكاملة في مجالات التعليم والزراعة والثروة الحيوانية والمياه والإصحاح".
ويخشى مراقبون أن يتحوّل إيواء المهجرين قسرياً إلى موطن دائم، بعد إتمام خطط تهجير مناطق وسط سورية ومحيط العاصمة دمشق وجنوبها. ويقول الأكاديمي السوري، عبد الناصر الجاسم، لـ"العربي الجديد"، إنه "من الضروري بحث الدول الإقليمية، بالتعاون مع المجالس المحلية بالمناطق المحررة، طرق تأمين المهجرين من أرياف حمص وحماة ودمشق، على ألا يكون في ذلك توطين لهم، وترك ممتلكاتهم عرضة للمصادرة أو لسكان غرباء يتم استبدالهم بالسكان الأصليين بهدف التغيير الديموغرافي وتغيير هوية المدن السورية وطبيعة سكانها".
ويتمنّى الجاسم أن "يشمل تأمين شروط الحياة الكريمة الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أخيراً من جنوب دمشق وريف حمص إلى الشمال، فهؤلاء ضاعوا وسط خلافات الدول والخطط، وغابت عن معاناتهم المنظمات الإنسانية".
وتشير خطة الاستجابة الإنسانية لسورية عام 2017، إلى أن 4.3 ملايين نسمة في سورية بحاجة إلى الدعم في مجال المأوى، وأن 1.9 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى هذا الدعم، كما أن 48 في المائة من سكان سورية يعيشون ظروفاً غير مناسبة معيشياً.
وأعلنت الأمم المتحدة أنه تم إجلاء أكثر من 300 ألف مهجر خلال الأسبوع الماضي فقط من مناطق ريف دمشق وريف حمص الشمالي، التي كانت محاصرة من قبل قوات النظام، إلى مناطق شمال سورية، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن المنظمة الدولية مستمرة في دعوة جميع الأطراف، وأولئك الذين لهم نفوذ عليهم بضرورة ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية.