وتصدّر موقف حركة الاشتراكيين الثوريين المشهد السياسي، بسبب قوة البيان الذي أعلنته الحركة، مؤكدة خلاله أن "أهم دروس الشعب التركي اليوم إلى مصر هو أن وحدة النضال ضد العدو المشترك الذي يسحق الجميع هو طريق النصر".
وأضافت الحركة في بيانها أن "الانتصار المدوي السريع على محاولة الانقلاب هو إيقاف لزحف الديكتاتورية العسكرية"، قائلة "إنه بداية فصل جديد من النضال من أجل الديمقراطية وانتزاع المزيد من مساحاتها في المستقبل بقوة الإرادة الجماهيرية"، متابعة "المجد لإرادة الشعوب في فرض كلمتها.. لنناضل ضد الديكتاتورية العسكرية في مصر بكل ما أوتينا من عزم".
وأوضحت أن عشرات الآلاف الذين تحركوا لكسر شوكة الانقلاب العسكري في مهده لم يفعلوا ذلك بسبب ظروف المعيشة والتعليم الأفضل نسبيًا، بل على خلفية خبرات ونضالات وتجارب، والمهم أيضًا هو استعداد للتحرك في لحظة تاريخية فارقة تضع حياة أو موت الديمقراطية نفسها على المحك.
من جانبه شن النائب البرلماني سمير غطاس هجوما عنيفا على السياسيين والإعلاميين، بسبب موقفهم الذي وصفه بالمخزي في دعمهم للانقلاب العسكري في تركيا في الساعات الأولى له قبل أن يتضح فشله. وقال إن "المشهد التركي أمس فضح تعامل النخبة المصرية، بما فيها نواب البرلمان ووسائل الإعلام مع الأحداث السياسية الكبرى".
وأضاف غطاس أن "تأييد الانقلابات العسكرية في أي مكان بالعالم هو أمر مخالف تماما لأبسط أسس وقواعد الديمقراطية، وأن التقاليد والأعراف المستقرة للحكم العادل الديمقراطي يجب أن تمنع تلك الجموع والحشود من التهليل بهذا الشكل للتدخل العسكري السافر للسيطرة على السلطة"، متابعا "ليس معنى أن يكرهوا أردوغان (الرئيس التركي) ويتمنوا التخلص منه أن يؤيدوا انقلابا عسكريا ضده".
وقال إن تغيير هذه النخب دفة الاتهامات لأردوغان بعد انكشاف فشل الانقلاب عليه لتتحول إلى قيامه بـ"مؤامرة" يؤكد أن هناك "عواراً جديداً" في طريقة التفكير المصرية والعربية عموماً، مشدداً على أن كثيراً من النخب المصرية تكفر بالديمقراطية.
الموقف ذاته تبناه حزب الوسط المصري الذي يقوده السياسي أبو العلا ماضي، مؤكداً تنديده بـ"محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها عناصر من الجيش".
وهنأ الحزب في بيانه "الشعب التركي البطل بكل قواه الحية بما فيها المعارضة، الذي أفشل الانقلاب وحافظ على الديمقراطية ومؤسساته المنتخبة واحترام الدستور والقانون".
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء المصري السابق، ووزير التعليم العالي في الحكومة التي أعقبت الانقلاب العسكري في مصر في الثالث من يوليو/تموز 2013 حسام عيسى، إن موقف السياسيين المصريين من الانقلاب العسكري في تركيا مثير للعجب، يوضح عدم إيمانهم بمعنى وروح الديمقراطية التي لا ترتبط بأشخاص.
ودان حزب مصر القوية الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، محاولة الانقلاب العسكري على السلطة المنتخبة في تركيا، وأكد رفضه الكامل لأي انقلاب على نظام ديمقراطي أتى وفق آليات ديمقراطية.
كما حذر من النتائج التي وصفها بـ الكارثية المتوقعة" على المنطقة والعالم حال نجاح مثل هذا الانقلاب وتكريس مبدأ قوة السلاح في مواجهة إرادة الشعوب.
وأكد أن رفضه محاولة الانقلاب ليس تأييدًا لنظام ما؛ وإنما انتصار لقيم الديمقراطية وإيمان منه بأن الحكم العسكري لا يحقق تقدمًا ولا استقرارًا ولا يأتي من ورائه إلا كل خراب.