يقول ضابط عمليات عسكرية في "الجيش الحر"، لـ"الجديد": "يحتاج السوريون، كي يتمكنوا من الانقضاض على النظام المحاصر في دمشق، إلى مضادات دروع ومضادات طيران، وحتى ذلك الحين، ستبقى خطوط القتال في حالة كرّ وفرّ". ويخلص الضابط إلى أنه "ربما كان التغيير المفاجئ (تعيين البشير مكان إدريس) مرتبطاً بوضعيّة دمشق الخاصّة هذه، وبعزم دول إقليميّة وازنة على تقديم دعم نوعي للمعارضة المسلّحة"، لتحريك جبهة العاصمة.
تحتاج جبهة الجنوب، ومن ضمنها دمشق، إلى قائد جنوبي أوّلاً، ومقاتل ميداني ثانياً، وهذا ما يتوفّر في شخص العميد الركن البشير. وبصورة عامة، يعتقد مراقبون أنّ اختيار عميد ميداني لرئاسة أركان "الحر"، يدل على رغبة الداعمين بمزيد من الهيكلة العسكرية الجدية، واختيار عميد، تحديداً، هو إشارة لرغبة في القتال. وبغضّ النظر عن الملابسات المحليّة والخارجيّة التي أتت به إلى قيادة أركان "الحر"، يبدو أنّ الأسئلة الملّحة التي ستواجه الرئيس الجديد لـ"هيئة أركان الحر"، ستُختصر بالتالي: هل ينجح البشير في إدارة مسرح عمليات الجبهة الجنوبيّة، التي تضم دمشق وغوطتها المحاصرة، ولا سيّما أن معلومات صحافيّة تحدّثت عن قرار إقليمي بتسخينها؟
يأتي البشير بـ21 من أصوات أعضاء المجلس العسكري الأعلى لـ"الجيش الحر"، إضافة إلى صوت وزير دفاع الحكومة المؤقتة، أسعد مصطفى، الذي عاد عن استقالته بعد أربع وعشرين ساعة من إعلانها، وهو الأمر الذي يؤكد المعلومات التي راجت إثر الاستقالة، والتي تحدّثت عن عدم رضا الأسعد عن رئيس الهيئة المُقال سليم إدريس.
لكن، مَن هو العميد عبد الإله البشير؟
عاد العميد الميداني إلى قريته الرفيدة، الجولانية، بعدما تلقى علومه العسكريّة في مدرسة المشاة، وذلك بعد إبعاده عنها لسبع سنوات بسبب سيطرة جيش الاحتلال الاسرائيلي على المنطقة في ريف القنيطرة. انشقّ عن الجيش السوري النظامي في يوليو/ تموز 2012، مع عدد من الضباط من أبناء عشيرته، وترك الأكاديمية العسكرية العليا التي كان يحاضر فيها.
إدارته الكفوءة لغرفة عمليات القنيطرة والجولان، مكّنته من مواجهة ثلاثة فرق عسكريّة للجيش النظامي هي: الفرقة السابعة في ريف القنيطرة الشمالي، الفرقة الخامسة في الريف الجنوبي، فيما واجه في القطاع الأوسط الفرقة التاسعة واستطاع إزاحتها ليؤمّن وصل خطوط المناطق المحررة من القنيطرة الى درعا.
ساعدت خبرة الرجل العسكري الميدانيّة على ابتكار حلول عسكريّة بسيطة من خارج التكتيكات العسكرية التقليديّة، واستطاع أن يبني علاقة مع عموم ثوّار منطقته وأن يحظى بتقدير زملائه.
قضى نجله طلال، المقاتل في الجيش الحر، في معركة تحرير الناصرية، غرب مدينة جاسم في ريف درعا. حينها وجّه له شيوخ ووجهاء قبائل وعشائر سورية برقية تعزية خاصّة، في إشارة إلى أهميّة الرجل في الطيف العشائري السوري، الذي يتحدّر منه رئيس "الائتلاف" الوطني المعارض أحمد الجربا.