البحر نائم، لا نأمة. سويديّتان تطفوان كما طيف. و"الشراع" الحجري وراءه يملأ الحيّز.
وينظر أماماً ويبتسم: عقود وشراعك بلا ريح. بلا بحر. بلا حتى شراع.
السائحتان تخرجان. ويحدّق في طولهما الفارع. تأتيان وتتمدّدان قريباً منه على بساط خفيف.
ثم تتعريان، فيرى ويكتئب. عاريتان لأنه شاطئ عراة، فما الذي كنت تتوقّع، أن ترى راهبات؟
يقوم ويسخر من أحواله: لقد مدحتَ مشاعية هذا الألق في سطور سابقة، فلمَ الرماد؟
ويقول: كل لحظة ولها مزاجها. كل زمن وله باب. ألستُ منهم أولئك الفانين؟
ويعبرُ الملعب الصغير ويرى المتقاعدين وهم يرمون كراتهم الصغيرة الثقيلة مغمورين بزهوة الضحى.
يتفرّج، وحين ينتهون، يدخل مع الفوج الجديد ليلعب.
يرمي كراته، وكانت أوّل مرّة، فيخسر كل الرميات. يمازحونه وينسحب، ويضحك في الطريق: لم يحالفك، لأنها "أوّل مرّة"، لا بأس. لكنْ ماذا عن أمور كثيرة راكمتَ فيها خبرةً ولا حظ؟
آه. هل صرت مثلهم تؤمن؟ مصيبة.
ويمشي ويكتئب أكثر.
* شاعر من فلسطين مقيم في برشلونة