وبدأت الأزمة قبل شهر تقريبا، عندما قطعت الحكومة الأفغانية الكهرباء عن بعض مناطق إقليم قندوز المجاور لإقليم بغلان، ردا على قيام حركة "طالبان" بجمع رسوم الكهرباء من المواطنين، قبل أن تطلب الحركة من الحكومة إعادة الكهرباء وبدء التفاوض معها بهذا الشأن، لكن إدارة الكهرباء أًصرت على قطعها ما لم يدفع المواطنون الرسوم إلى الحكومة، مؤكدة أنها كهرباء مستوردة من دول آسيا الوسطى، وبالتالى فإن الحكومة تدفع سنويا إلى تلك الدول.
ومساء الثلاثاء الماضي، انقطعت الكهرباء عن كابول، وظلت مقطوعة حتى مساء أمس الخميس بشكل كامل، وأعلنت "طالبان" أنها وراء قطع الكهرباء عن سكان العاصمة، مهددة بأنها ستظل مقطوعة حتى تتفاوض الحكومة مع إدارة الكهرباء في الحركة.
لكن إدارة الكهرباء الحكومية تمكنت مساء الخميس، من وصلها بشكل مؤقت، معلنة أن فرقها لازالت تعمل لحل المشكلة بشكل دائم.
وبين إصرار الحكومة على عدم التفاوض مع الحركة، وإصرار الأخيرة على قطع التيار، يبقى سكان كابول ضحية، حيث تغرق العاصمة في ظلام دامس، عدا بعض المصالح الحكومية.
يقول سباون خان، وهو أحد سكان منطقة شهر نو في قلب العاصمة، لـ"العربي الجديد": "لا ندري من نلوم، "طالبان" أم الحكومة، حياتنا معطلة لأنها تعتمد كليا على الكهرباء".
ويطالب سباون كغيره من سكان العاصمة، الحكومة بأن تجد حلا دائما للأزمة، إما عن طريق استخدام القوة، أو عن طريق الحوار. "القضية مهمة بالنسبة للمواطنين، ولا يمكن العيش بدون الكهرباء".
وتفاقمت أزمة انقطاع المياه مع انقطاع الكهرباء، حيث لا يمكن توصيل المياه إلى المنازل بدونها.
واعتبر معارضون للحكومة قطع الكهرباء عن العاصمة فشلا ذريعا، ويتواصل الجدل بينما لا يلوح في الأفق ما يشير إلى حل الأزمة، رغم تكرار الحكومة أن فرقها المتخصصة وصلت إلى المنطقة، وأنها تعمل على وصل الكهرباء.