زاد المرتفع الجوي، المستمر منذ عدة أيام، من معاناة السوريين، وخاصة قاطني المخيمات التي يبلغ عددها حوالي 1293 مخيماً ويسكنها أكثر من مليون نازح.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، التي بلغت 47 درجة مئوية، رصدت كاميرا "العربي الجديد" الوضع في أحد مخيمات الشمال السوري بالقرب من مدينة معرة مصرين، حيث كان بعض سكان المخيم يستظلون بشجر الزيتون، المجاور للمخيم، وعلامات الإرهاق والتعب بدت على وجوههم، والبعض الآخر لا يغادر خيمته، غير المجهزة بعوازل حرارية، ليس لأنها أكثر برودة بل خوفاً من التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر.
ويقول محمد إبراهيم، أحد سكان المخيم، الذي كان يبلل طفليه بالماء من خزان مجاور لخيمته، أنه لم يشهد من قبل "ارتفاعاً لدرجة الحرارة لهذه الدرجة، ووسائل الوقاية معدومة باستثناء وجود الماء، وأخشى على أطفالي أن تلحق هذه الحرارة الضرر بهم".
أما محمود إبراهيم فلم يخف خشيته على أطفاله من ضربة شمس أو حالة إغماء، حيث أنه "لا يوجد شيء في المخيم يقينا أو يقلل من ارتفاع درجات الحرارة، الوضع سيئ جداً".
حال هذا المخيم كباقي المخيمات، إذ لا توجد كهرباء باستثناء وجود بعض ألواح الطاقة الشمسية في بعض الخيم، والتي يقّل أداؤها مع ارتفاع درجات الحرارة، كما أن ارتفاع درجة الحرارة يعرض الأطعمة للفساد بشكل أسرع، وبالتالي تزداد مخاوف سكان المخيم من التعرض لحالات تسمم.
وقال مدير المخيم، أبو حسين، لـ"العربي الجديد"، إن سكان هذا المخيم يعيشون على أمل العودة إلى مدنهم و قراهم، ويأتي هذا المرتفع الجوي ليزيد من معاناتهم، بالإضافة لأوضاع معيشية صعبة ابتداء من رداءة جودة الخيمة، التي يعيشون بها، والانتشار العشوائي لقنوات الصرف الصحي الذي يبعث الرائحة الكريهة، وقلة المواد الغذائية والإغاثية "حتى أجور العمال الزهيدة"، كلها عوامل أثرت بشكل سلبي على سكان هذا المخيم سواء من الناحية النفسية أو الجسدية.
وكان فريق "منسقو استجابة سوريا" أحصى أكثر من 47 حريقاً ضمن المخيمات منذ بداية فصل الصيف حتى 4 سبتمبر/أيلول، وكان آخر هذه الحرائق في مخيم باب السلامة شمالي حلب، إضافة إلى العديد من حالات الإغماء والتجفاف والتصبغات الجلدية.
ودعا الفريق بشكل عاجل، في بيان، المنظمات الإنسانية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه النازحين في مخيمات شمال غرب سورية، والتي يقطنها أكثر من مليون مدني في مواجهة درجات الحرارة غير المسبوقة في المنطقة.