بيدٍ تحمل الفتاة أختها الصغيرة التي تأبى أن تفارقها، وبالثانية تعرض رسمها أمام الكاميرا.
هي رسمت بيتاً كان لها قبل أن يتحوّل ركاماً، وشجرة مثمرة كانت واقفة قبل أن تبتلعها الأرض التي تزلزلت. هناك في قريتها، كانت الجبال خضراء جميلة قبل انهيارها وكانت مياه النهر صافية قبل فيضانها. أما السماء، فلم تكن تلبّدها سوى غيوم زرقاء، في حين كانت الشمس تشرق من بين جبلَين.
الفتاة التي تبلغ من العمر نحو عشر سنوات، واحدة من هؤلاء النيباليّين الذين وجدوا في مركز الإيواء هذا في العاصمة كاتمندو، ملجأ لهم.
بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد، خسر هؤلاء كل شيء. وهذه الكارثة الطبيعيّة التي دمّرت أكثر من نصف مليون منزل، أدّت إلى وفاة ثمانية آلاف و500 شخص تقريباً وجرح أكثر من 19 ألفاً آخرين، في حين هجّرت كثيرين من أهل البلاد وجعلتهم من دون أسقف تردّ عنهم الأمطار الموسمية المتوقعة قريباً.
في 26 إبريل/نيسان الماضي، ضرب زلزال بقوة 7.9 درجات على مقياس ريختر نيبال، لتتبعه هزات ارتدادية عديدة بلغت أقواها 6.7 درجات، قبل أن يضرب البلاد زلزال ثانٍ في 12 مايو/أيار الجاري بقوة 7.3 درجات. وقد طال الأخير مناطق من الهند وبنغلاديش والصين المجاورة.
ويعدّ هذا الزلزال الأعنف الذي ضرب نيبال منذ أكثر من 80 عاماً، والأقوى في العالم منذ زلزال تشيلي الذي بلغت قوته 8.2 درجات في إبريل/نيسان 2014.
اقرأ أيضاً: يوم اهتزّت الأرض تحتنا