(كتاب ميسي 36) ... "الطفل البطل" ووداع بيب غوارديولا

06 ابريل 2016
+ الخط -


استمر ميسي خلال موسم 2011-2012 في مواصلة تحقيق الإنجازات والأرقام الشخصية ومن ضمنها تسجيل خمسة أهداف في مرمى باير ليفركوزن الألماني بالمباراة التي انتهت لصالح النادي الكتالوني في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال.

قالت جريدة (الباييس) الإسبانية عن تلك المباراة "الإعصار ميسي.. يجب توجيه الشكر على ليو للأبد لرغبته الدائمة في اللعب وعدم التفريق بين المباريات الودية والرسمية والسهلة والصعبة سواء كان الجو باردا أما ساخنا على أرضه أو خارجها".

تلك الرغبة الدائمة في اللعب التي تتحدث عنها الجريدة هي التي دفعته للشعور بضيق شديد حينما جلس ميسي على الدكة لأول مرة في مواجهة ريال سوسييداد بعد أن قطع رحلة طويلة بعد اللعب مع المنتخب.

كان برشلونة متقدما بهدفين ولكن سوسييداد تمكن من التعادل دخل ميسي المباراة من على الدكة ولم يذهب للتدريبات في اليوم التالي بسبب ضيقه من عدم إشراكه على الرغم من أنه كان في حالة جيدة.. بسبب مثل هذه المواقف يدعو بعضهم ميسي "الطفل البطل".

إذا ما كان ميسي يشعر بالضيق أو الاستياء فمن الممكن أن يقضي أياما كثيرة دون الحديث لغوارديولا، إنها أحد الطرق الاعتيادية من ليو لحل الخلافات والتي تتمثل في تشييد حائط فاصل.. لقد اعتاد القيام بهذا الأمر مع بيب وحتى مع والدته.

كانت تحمل الفاصل الذي صنعه ليو خلال تلك الأيام شيئا يصعب على المدرب الكتالوني التعامل معه، حيث كان غوارديولا يدرك أن من ضمن أسباب نجاحه كمدرب مساعدة ميسي في الوصول للقمة وبالمقابل كان بيب يوفر له السعادة ويخلق له فريقا يساعده على استغلال موهبته لأقصى درجة.

ما كان يجعل بيب يشعر بالاستياء حقا هو أن ميسي لم يكن يستمع له كما يفعل في المواسم السابقة أو أنه نفسه لم ينجح في التواصل معه كما فعل سابقا.

وسط كل هذا لم تسر الأمور على ما يرام: خسر برشلونة في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي بهدف نظيف سجله دروغبا وبعدها بثلاثية أيام خسر البرسا في كلاسيكو الليغا على ملعب كامب نو وقبل أربع جولات على نهاية الدوري بهدفين لواحد.

في تلك المباراة، وفقا لروايات لاعبي ريال مدريد في كتاب (استعدوا للخسارة) كان ليو يلعب "كما لو كان يحمي نفسه من إصابة، لم يتحرك كثيرا.. كان هناك شيء ما في فريق غوارديولا".

يأتي إياب نصف نهائي دوري الأبطال على ملعب كامب نو في 25 أبريل/ نيسان 2012 حيث تقدم البرسا بهدفي بوسكيتس وإنييستا ولكن راميريس سجل (ق46) ثم وضع فرناندو توريس الهدف الذي قتل آمال النادي الكتالوني تماما (ق92).

بكى كل اللاعبين بعد الإقصاء مثل بدرو وليو، والذي كان قد سجل 63 هدفا في ذلك الموسم، ولكنه أهدر ركلة جزاء بتسديده في العارضة كانت كفيلة بجعل النتيجة 3-1.

طلب غوارديولا مقابلة رئيس برشلونة في اليوم التالي وشك ليو في أنه ربما يرحل لذا أرسل له مجموعة من الرسائل النصية على هاتفه لإقناعه بالبقاء.. هذه الرسائل لا يزال بيب يحتفظ بها حتى الآن، ولكن الإرهاق كان قد استحوذ على المدرب الذي أبلغ اللاعبين بعدها بيومين نيته الرحيل.

بعد تأكيد أنباء الرحيل وأثناء التدريبات كان السؤال الذي يتردد هو "من سيخلف غوارديولا؟" وصل للاعبين أن فيلانوفا هو من سيتولى المسؤولية وهو الشيء الذي ساهم في تخفيف وطأة الأمر.. لا ليس الأمر بل الصدمة كما يصفها ماسكيرانو.

بعد التمرين أعلن غوارديولا في مؤتمر صحافي بصحبة الرئيس ساندرو روسيل والمدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا القرار ولكن لم يحضر ليو.. لقد تواجد بويول وتشافي وإنييستا وبوسكيتس وفالديس وسيسك وبيكيه وبدرو.

في نهاية المؤتمر الصحافي قال غوارديولا حينما سأله أحد الصحافيين عن سبب غياب ليو "لقد قام بالواجب، الجميع كانوا في قمة الود معي خلال الأيام الأخيرة" ولكن ما السبب فعلا وراء عدم وجود ميسي؟ الإجابة بكل بساطة أنه تقرر حضور أربعة لاعبين فقط لتمثيل الفريق ولكن في النهاية هذا لم يحدث، لذا لم يجد طريقة لتوديع بيب علنيا سوى حسابه على شبكة (فيسبوك) الاجتماعية حيث كتب "أرغب في شكر بيب من كل قلبي على كل ما منحني في مسيرتي الاحترافية وحياتي الشخصية، بسبب كمية المشاعر الموجودة في الوداع فضلت الابتعاد عن الصحافة التي كانت ستبحث عن الوجوه الحزينة للاعبين وهو شيء لم أرغب في إظهاره".

كان هنالك وداع آخر، حيث كان برشلونة يواجه إسبانيول في الجولة الـ37 من الليغا على ملعب كامب نو واستغل النادي الفرصة لتكريم بيب وميسي أيضاً الذي سجل رباعية، حيث أشار بإصبعه نحو غوارديولا عقب تسجيل الهدف الأول من ركلة حرة وبعد الرابع ركض نحو مقعد البدلاء واحتضن مدربه.

كان لا يزال هناك وقت للتويج بكأس الملك أمام أثلتيك بلباو حيث فاز البرسا في النهائي بثلاثية نظيفة سجل ميسي فيها الهدف الثاني وبعد إضافة هذا اللقب لخزائن النادي وغوارديولا واللاعب نفسه عاد المدرب الكتالوني ليشكره مجددا حيث قال "شكرا ليو، لقد فزنا بأفضل الأشياء ولكن دونك لم نكن لنحقق نصفها".. هكذا طويت صفحة غوارديولا.

اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 35)..بداية مستفزة ومونديال الأندية والكرة الذهبية الثالثة
(كتاب ميسي 34)..ميسي غريب في بلاده
(كتاب ميسي 33).. "الشيطان" ميسي ونهائي ويمبلي
(كتاب ميسي 32) مورينيو وموسم مليء بالمواجهات
(كتاب ميسي 31).. إسبانيا تهاجم ليو ميسي!
(كتاب ميسي 30)..أزمة مارادونا ومونديال 2010
(كتاب ميسي 29).. إبراهيموفيتش وجوارديولا..علاقات شائكة
(كتاب ميسي 28)..الكرة الذهبية ومونديال الأندية
(كتاب ميسي 27)..نهائي روما وبداية عداوة ميسي ورونالدو 
(كتاب ميسي 26).. رباعية بايرن والمهاجم الوهمي وسداسية البرنابيو
(كتاب ميسي 25)..غوارديولا يبدأ في صقل الأسطورة
(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال 
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات
(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني 
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر 
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين 
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو 
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي 
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه 
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو" 
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش! 
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً