مجموعة مجسمات ترتكز على قدمين والرؤوس مجوّفة، كالمانيكانات، احتفاءً بهذا الزي التراثي المسمى "البخنق"، أو كما تقول فاطمة إن الفكرة هي السفر عبر الزمن "وعودتي من الماضي برؤية فنية جديدة ومتطورة".
في تسمية دخلت قديماً من الفارسية إلى العربية جرى تعريف البخنق في المعاجم "الخرقة التي تتقنع بها المرأة، فتشدّ طرفيها تحت حَنَكِها، ويجمع على بخانق"، و"البُخنُق خرقة تلبسها المرأة فتغطَّي رأسها ما قَبل منه وما دبَر غير وسط رأسها".
وعرف هذا الزي في مجمل الوطن العربي، مع اختلافات في التصاميم، والأقمشة، وبعض التسميات المقترحة هنا وهناك، كالبُرنس مثلاً، إلا أن البخنق بقي اسماً مسيطراً، حين يعبّر عن قطعة واحدة تحيط بالرأس، وتنسدل من العنق إلى الصدر والظهر، آخذة شكل الترس.
في التراث القطري والخليجي عموماً كان البخنق رداء الفتيات، وصولاً إلى سن الزواج. التصميم متشابه، إذ يغطي ثلثي شعر البنت مبقياً على الغرّة، وينسدل إلى مستوى الصدر، ومن الخلف إلى الركبتين.
والآن يستخدم البخنق في المناسبات العائلية كالأعراس، وفي مناسبات عامة كليلة القرنقعوه التي توافق منتصف شهر رمضان.
حين يذكر هذا الزي تستحضر أولاً التطريزات الخفيفة بالخيوط الذهبية أو الفضية، وبعضها يستخدم قماشاً غالي الثمن وخيوط تطريز ورسمات مشغولة تلائم مستوى وأهمية المناسبة.
قبل الزواج إذاً ترتدي البنت البخنق، لتبدله بعد الزواج بغطاء يدعى "البطّولة" وهما مكملان لبعضهما، وجزء من ملابس المرأة وزينتها ورمز للحشمة والتجمل.
كان صباحاً ماطراً على فتيات البخانق اللواتي اصطففن أمام المبنى 15 في كتارا. وكما هن في الطبيعة منذورات لتحمّل ظروف الحياة مهما قست، في هذه المجسمات تستلهم فاطمة الشيباني بعضاً من هذه الصلابة.
تقول لـ"العربي الجديد" "هؤلاء سليلات نساء، منذ القدم وهن يلهمنني في أغلب أعمالي الفنية. يكفي أننا ننتمي لبني جنسها ومن يؤمنون بإطلاق سراح روحها في هذه الحياة".
وحول تقنية الأعمال تقول إنها تدرجت من فكرة إلى اسكتش الى طين صلصال إلى "موك أب" ثم الصب، واستعمال خامة الريزن، وهي أقوى من الجبس وتتحمل عوامل التعرية والتقلب المناخي، وصولاً إلى مرحلة التلوين بطريقة الرش، وتلوين التفاصيل كالتطريز بالفراشي، ثم مرحلة التلميع للمحافظة على رونق العمل.