يشكّل وجود كسارات الصخور ومحارق "الياجور" الأحمر (الطوب) في المناطق السكنية في صنعاء خطراً حقيقياً على السكان، لما تخلّفه من دخان وغازات وغبار، ما يؤثّر على الأهالي، لا سيما المصابين بأمراض تنفسية. وتنتشر الكسارات ومحارق الياجور بشكل كبير في محيط وداخل المدينة. ويلاحظ المتوجّه إلى منطقة صرف شمال صنعاء الدخان المتصاعد من المحارق الخاصة بالياجور، والأتربة الناتجة عن الكسارات. أما أهالي المنطقة، فيواجهون ضرراً بيئياً وصحياً، على الرغم من مطالباتهم المتكررة بنقل المعامل والمصانع التي تسببت بذلك إلى خارج المدينة.
ويقول أحد سكان المنطقة إبراهيم محمد: "أخبرني الطبيب أنني مصاب بالربو، ويتفاقم المرض بسبب الغبار والدخان"، مشيراً إلى أنه يعيش في منطقة فيها محرقة الطوب منذ أكثر من 15 عاماً. وخلال هذه الفترة، يستنشق الدخان المتصاعد من المحرقة ما يزيد معاناته. يضيف لـ "العربي الجديد": "لست الوحيد المصاب بالمرض، وقد اكتشفت أن أحد أطفالي وعدداً من جيراني مصابون بمشاكل في الجهاز التنفسي"، لافتاً إلى أن السلطات تتجاهل مناشداتهم بإزالة هذه المحرقة التي تنشر سمومها في المنطقة. "لا يستطيع كثيرون الذهاب إلى المستشفى وتوفير الأدوية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمنيون من جراء الحرب وانقطاع الرواتب".
في السياق، يؤكد محمد العبيدي ما قاله محمد، لافتاً إلى أنه لا يجب أن تبقى داخل المدينة لأنها تؤذينا. يقول لـ "العربي الجديد": "منذ استقراري في صنعاء قبل أكثر من عشر سنوات ونحن نستنشق الغازات والدخان الناتج عن حرق الياجور على الرغم من بعد منزلنا عن هذه المحارق". يضيف: "يكون الدخان كثيفاً ليلاً وفجراً. أحيانا أصحو من النوم بسبب الرائحة التي تكاد تخنقني".
اقــرأ أيضاً
ويوضح العبيدي أن أهالي بعض الأحياء قدموا شكاوى عدة إلى الجهات المعنية في صنعاء بهدف إزالة بعض الكسارات ومحارق الياجور. إلا أن أخرى عادت للعمل مرة أخرى نظراً لعدم وجود رقابة. وأدّى الدخان إلى إبقاء الأطفال في المنازل بحسب أم أمة السلام الحيفي. ومنعت عائلات كثيرة أطفالها من مغادرة البيوت خوفاً عليهم من استنشاق الدخان. تضيف لـ "العربي الجديد": "لم نعد نسمح لهم بالخروج إلا إلى المدرسة، وقد حرمت أولادي من اللعب أمام المنزل بعد معرفتي بأن أحد أبنائي مصاب بالتهابات في الجهاز التنفسي"، مشيرة إلى أن أبواب وشبابيك منزلها تبقى مغلقة دائماً.
عبد الوهاب الحيدري قرّر الانتقال من منطقة مسيك في صنعاء، حيث محارق الطوب، إلى منطقة حزيز جنوب المدينة. ويقول الحيدري لـ "العربي الجديد": "كنت أملك منزلاً في مسيك قبل سنوات قليلة، لكنني بعته، واشتريت منزلاً في منطقة أخرى".
إلى ذلك، يقول طبيب أمراض الجهاز التنفسي عبد الحميد الغيلي: "السكان في مناطق انتشار الكسارات ومحارق الياجور داخل صنعاء وما حولها يتعرضون لمخاطر صحية مختلفة. وتزداد حالات الإصابة بالأمراض الخاصة بالجهاز التنفسي والجيوب الأنفية والعيون بين الأطفال وكبار السن". ويؤكد لـ "العربي الجديد" أنّ حالات الإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي في تزايد مستمر بين القاطنين على مقربة من الكسارات والمحارق".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يؤكّد أبو محمد الذي يملك محرقة طوب في صنعاء أنّ المحارق موجودة في المدينة منذ زمن طويل جداً، ولم يتأذّ بسببها الناس. يضيف لـ "العربي الجديد" أن هذه المهنة توفّر فرص عمل لكثير من العاطلين من العمل في ظل التدهور الاقتصادي والمعيشي من جرّاء الأوضاع التي تشهدها البلاد. يضيف: "سابقاً، كانت المحارق موجودة خارج المناطق السكنية.
لكن مع التوسع العمراني وغياب الدراسات والمخططات من قبل الحكومة، أصبحت الآن موجودة في المناطق السكنية". ويشير إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة من قبل الدولة، وتعويض أصحاب المحارق، ونقلها إلى مناطق تكون بعيدة عن الأحياء السكنية.
وكانت دراسة علميّة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في صنعاء، بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة، قد حذرت من الزيادة في معدلات تلوث الهواء في اليمن وما يترتب على ذلك من مخاطر صحية وبيئية جادة. وأرجعت الدراسة هذه الزيادة في معدلات تلوث الهواء إلى النمو السكاني المتسارع الذي يشهده اليمن منذ سنوات عدة، وما استتبع ذلك من زيادة استهلاك ملوثات الهواء، خصوصاً تلك النفطية، إضافة إلى الكسارات وغيرها.
ويقول أحد سكان المنطقة إبراهيم محمد: "أخبرني الطبيب أنني مصاب بالربو، ويتفاقم المرض بسبب الغبار والدخان"، مشيراً إلى أنه يعيش في منطقة فيها محرقة الطوب منذ أكثر من 15 عاماً. وخلال هذه الفترة، يستنشق الدخان المتصاعد من المحرقة ما يزيد معاناته. يضيف لـ "العربي الجديد": "لست الوحيد المصاب بالمرض، وقد اكتشفت أن أحد أطفالي وعدداً من جيراني مصابون بمشاكل في الجهاز التنفسي"، لافتاً إلى أن السلطات تتجاهل مناشداتهم بإزالة هذه المحرقة التي تنشر سمومها في المنطقة. "لا يستطيع كثيرون الذهاب إلى المستشفى وتوفير الأدوية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمنيون من جراء الحرب وانقطاع الرواتب".
في السياق، يؤكد محمد العبيدي ما قاله محمد، لافتاً إلى أنه لا يجب أن تبقى داخل المدينة لأنها تؤذينا. يقول لـ "العربي الجديد": "منذ استقراري في صنعاء قبل أكثر من عشر سنوات ونحن نستنشق الغازات والدخان الناتج عن حرق الياجور على الرغم من بعد منزلنا عن هذه المحارق". يضيف: "يكون الدخان كثيفاً ليلاً وفجراً. أحيانا أصحو من النوم بسبب الرائحة التي تكاد تخنقني".
ويوضح العبيدي أن أهالي بعض الأحياء قدموا شكاوى عدة إلى الجهات المعنية في صنعاء بهدف إزالة بعض الكسارات ومحارق الياجور. إلا أن أخرى عادت للعمل مرة أخرى نظراً لعدم وجود رقابة. وأدّى الدخان إلى إبقاء الأطفال في المنازل بحسب أم أمة السلام الحيفي. ومنعت عائلات كثيرة أطفالها من مغادرة البيوت خوفاً عليهم من استنشاق الدخان. تضيف لـ "العربي الجديد": "لم نعد نسمح لهم بالخروج إلا إلى المدرسة، وقد حرمت أولادي من اللعب أمام المنزل بعد معرفتي بأن أحد أبنائي مصاب بالتهابات في الجهاز التنفسي"، مشيرة إلى أن أبواب وشبابيك منزلها تبقى مغلقة دائماً.
عبد الوهاب الحيدري قرّر الانتقال من منطقة مسيك في صنعاء، حيث محارق الطوب، إلى منطقة حزيز جنوب المدينة. ويقول الحيدري لـ "العربي الجديد": "كنت أملك منزلاً في مسيك قبل سنوات قليلة، لكنني بعته، واشتريت منزلاً في منطقة أخرى".
إلى ذلك، يقول طبيب أمراض الجهاز التنفسي عبد الحميد الغيلي: "السكان في مناطق انتشار الكسارات ومحارق الياجور داخل صنعاء وما حولها يتعرضون لمخاطر صحية مختلفة. وتزداد حالات الإصابة بالأمراض الخاصة بالجهاز التنفسي والجيوب الأنفية والعيون بين الأطفال وكبار السن". ويؤكد لـ "العربي الجديد" أنّ حالات الإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي في تزايد مستمر بين القاطنين على مقربة من الكسارات والمحارق".
من جهته، يؤكّد أبو محمد الذي يملك محرقة طوب في صنعاء أنّ المحارق موجودة في المدينة منذ زمن طويل جداً، ولم يتأذّ بسببها الناس. يضيف لـ "العربي الجديد" أن هذه المهنة توفّر فرص عمل لكثير من العاطلين من العمل في ظل التدهور الاقتصادي والمعيشي من جرّاء الأوضاع التي تشهدها البلاد. يضيف: "سابقاً، كانت المحارق موجودة خارج المناطق السكنية.
لكن مع التوسع العمراني وغياب الدراسات والمخططات من قبل الحكومة، أصبحت الآن موجودة في المناطق السكنية". ويشير إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة من قبل الدولة، وتعويض أصحاب المحارق، ونقلها إلى مناطق تكون بعيدة عن الأحياء السكنية.
وكانت دراسة علميّة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في صنعاء، بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة، قد حذرت من الزيادة في معدلات تلوث الهواء في اليمن وما يترتب على ذلك من مخاطر صحية وبيئية جادة. وأرجعت الدراسة هذه الزيادة في معدلات تلوث الهواء إلى النمو السكاني المتسارع الذي يشهده اليمن منذ سنوات عدة، وما استتبع ذلك من زيادة استهلاك ملوثات الهواء، خصوصاً تلك النفطية، إضافة إلى الكسارات وغيرها.