في ذكرى مرور 70 عاماً على نكبة فلسطين ومضيّ أكثر من عشر سنوات على الحصار المفروض على قطاع غزة، جاء قرار القوى والفصائل الفلسطينية في غزة بإطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار، والتي بدأت في الثلاثين من مارس/ آذار الفائت تزامناً مع ذكرى يوم الأرض.
لقد عملت القوى الفلسطينية جاهدة من أجل توفير كل سبل الدعم لإنجاح هذه المسيرات، سواء من حيث التوافق حول القرار مروراً بالتوافق حول الأدوات والأهداف وطبيعة الفعاليات التي حُصرت بالطابع السلمى الجماهيري الشعبي.
لم يكن القرار مجرد إحياء لذكرى أليمة أو تعبير عن شعور بالسخط والرفض لما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين فقط، بل كان قرار تدشين هذه المسيرات نابعاً من قراءة دقيقة للمخاطر التي باتت تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته بشكل كامل.
لقد كان قرار إطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار استراتيجياً يهدف إلى تحشيد الكل الفلسطيني وفى كل الأماكن للتحرك إلى تخوم أراضينا التي احتلت عام 1948، لتحقيق عدد من الأهداف وفي مقدمها إفشال ما يُطرح من مخططات دولية لإنهاء القضية الفلسطينية، إضافة إلى لفت أنظار العالم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الحصار المفروض عليه منذ أكثر من عشر سنوات، إلى جانب شحذ همة الشعب الفلسطيني وتمتين ارتباطه بأرضه وحقه في العودة إلى بلداته وقراه التي هُجّر منها.
صحيح أن غزة هي التي تحملت ولا تزال العبء الأكبر وقد يكون الوحيد لتنفيذ هذا القرار، وهي التي لا تزال تدفع الثمن غالياً من عرق ودماء أبنائها، الأمر الذي لا يُعتبر جديداً على غزة، لكننا نعلم أن جميع أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم يحترقون من أجل أن يكون لهم موقف وكلمة، لكن الأوضاع السياسية هي التي تمنعهم من ممارسة حقهم في النضال والمقاومة.
لقد نجحت القوى الفلسطينية في غزة بشكل كبير في أن تتحد حول أهداف مسيرة العودة، ورغم مرور خمسة أسابيع على بدء الفعاليات، لكن لا يزال مستوى التفاعل حاضراً سواء في طبيعة وأعداد المشاركين أو في أشكال وأدوات الفعل النضالي في الميدان والمنسجم مع طبيعة هذا الحراك السلمي.
إنّ القراءة الأولية لمآلات مسيرة العودة وكسر الحصار تُشير إلى أنّ القوى والفصائل الفلسطينية مستمرة في تحقيق نجاحات ملموسة، سواء على صعيد الاستمرار في التحشيد لإبقاء جذوة هذه الفعاليات متقدة، إضافة إلى الحفاظ على الطابع السلمي لهذه المسيرات.
يستطيع أي مراقب أن يقيس مستوى النجاح الذي تحققه هذه الفصائل، من خلال مستوى ردود الأفعال التي نلمسها على المستوى الدولي أو حتى من خلال تعاطي الاحتلال الإسرائيلي مع هذه المسيرات.
إنّ حجم الانتقادات الدولية لأطراف وازنة في العالم للعنف الذي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين يتزايد يوما بعد يوم، ولم يتوقف عند رؤساء دول أو منظمات دولية أو مؤسسات حقوقية وإنسانية بل وصل إلى شخصيات يهودية في العالم وفي داخل الكيان الإسرائيلي أيضا، وهذا يُشير إلى أن هذا الحراك يُحقق نجاحات ملموسة على صعيد إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي أو من ناحية إعادة توجيه البوصلة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حقه في العودة، إضافة إلى نجاح الفصائل من أخذ زمام المبادرة والقيادة للفعل الوطني بعيداً من القيادة الرسمية.
لقد جاء توقيت هذه المسيرات في ظرف غاية في الأهمية من الناحية السياسية، فلا يزال المجتمع الدولي وفي مقدمه الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب يسعى جاهداً من أجل معالجة الصراع العربي- الإسرائيلي في إطار ما يُسمى "صفقة القرن " الذي يُعتبر أخطر مشروع يتهدد القضية الفلسطينية على مدى سبعة عقود مضت، إذ يهدف إلى إنهاء حالة العداء بين العرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي وإيجاد حلول لواقع الفلسطينيين، بشكل يُرضي الإسرائيليين على شاكلة خلق كيان في غزة الموسعة وبناء إدارات محلية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وإنهاء موضوع اللاجئين من خلال إعادتهم إلى دولة غزة.
لقد استطاعت فصائل العمل الوطني في غزة من خلال مسيرات العودة، تصفع هذا المخطط على وجهه، بشكل أدى إلى أن يستيقظ دعاته من غفلتهم ويُعلنوا تأجيل هذا المشروع. بالتالي، يمكننا القول إن باكورة إنجازات مسيرات العودة وكسر الحصار هي وقف ما يُسمى صفقة القرن وإعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني من ناحية خلق فرصة جديدة أمام الحركة الوطنية الفلسطينية لكي تتحد على قاعدة مواجهة التحديات الخارجية.
إن التحدي الذي تُمثله مسيرات العودة لكل أشكال القمع والقتل والإغراء والمساومات التي تمارس من الاحتلال الإسرائيلي والقوى الدولية لوقف هذه المسيرات، باء بالفشل وبدت هذه المسيرات الأداة الأكثر قوة أمام المخططات التي يعمل البعض على تمريرها في المنطقة وفي مقدمها ما يُسمى "صفقة القرن".
لا شك في أنّ هذه المسيرات يعترضها الكثير من التحديات، وعلى رأسها قدرة القوى والفصائل الفلسطينية على التماسك في مواقفها من ناحية دعم وإسناد هذا الحراك حتى يحقق أهدافه المرجوة، وعدم الاستسلام أمام الضغوط والمساومات التي تُمارس من قبل عدد من الأطراف لثني هذه القوى عن الاستمرار في فعاليات هذا الحراك.
لقد أبدت القوى والفصائل الفلسطينية حتى اللحظة موقفاً شجاعاً وصلباً وموحداً أمام هذه الضغوط، ولم تستطع تلك الأطراف أن تستميل أو تُغري هذه القوى أو إحداها، لناحية تفكيك موقف الإسناد المتجسد ميدانياً ومن خلال الفعاليات اليومية التي تُقام على تُخوم أراضينا المحتلة. إن هذه المسيرات والنجاح الذي تُحققه تُعتبر من أهم الأوراق في يد حركات المقاومة في غزة، وليس من السهل أن يتم نزعها كون الجماهير هي أدوات الفعل النضالي على الأرض، فضلاً عن أن قيادة هذه المسيرات تضم شرائح وقوى وشخصيات واسعة في المجتمع وهذا يُصعّب على أي جهة أن تخترق الموقف بأي وسيلة كانت.
لقد عملت القوى الفلسطينية جاهدة من أجل توفير كل سبل الدعم لإنجاح هذه المسيرات، سواء من حيث التوافق حول القرار مروراً بالتوافق حول الأدوات والأهداف وطبيعة الفعاليات التي حُصرت بالطابع السلمى الجماهيري الشعبي.
لم يكن القرار مجرد إحياء لذكرى أليمة أو تعبير عن شعور بالسخط والرفض لما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين فقط، بل كان قرار تدشين هذه المسيرات نابعاً من قراءة دقيقة للمخاطر التي باتت تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته بشكل كامل.
لقد كان قرار إطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار استراتيجياً يهدف إلى تحشيد الكل الفلسطيني وفى كل الأماكن للتحرك إلى تخوم أراضينا التي احتلت عام 1948، لتحقيق عدد من الأهداف وفي مقدمها إفشال ما يُطرح من مخططات دولية لإنهاء القضية الفلسطينية، إضافة إلى لفت أنظار العالم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الحصار المفروض عليه منذ أكثر من عشر سنوات، إلى جانب شحذ همة الشعب الفلسطيني وتمتين ارتباطه بأرضه وحقه في العودة إلى بلداته وقراه التي هُجّر منها.
صحيح أن غزة هي التي تحملت ولا تزال العبء الأكبر وقد يكون الوحيد لتنفيذ هذا القرار، وهي التي لا تزال تدفع الثمن غالياً من عرق ودماء أبنائها، الأمر الذي لا يُعتبر جديداً على غزة، لكننا نعلم أن جميع أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم يحترقون من أجل أن يكون لهم موقف وكلمة، لكن الأوضاع السياسية هي التي تمنعهم من ممارسة حقهم في النضال والمقاومة.
لقد نجحت القوى الفلسطينية في غزة بشكل كبير في أن تتحد حول أهداف مسيرة العودة، ورغم مرور خمسة أسابيع على بدء الفعاليات، لكن لا يزال مستوى التفاعل حاضراً سواء في طبيعة وأعداد المشاركين أو في أشكال وأدوات الفعل النضالي في الميدان والمنسجم مع طبيعة هذا الحراك السلمي.
إنّ القراءة الأولية لمآلات مسيرة العودة وكسر الحصار تُشير إلى أنّ القوى والفصائل الفلسطينية مستمرة في تحقيق نجاحات ملموسة، سواء على صعيد الاستمرار في التحشيد لإبقاء جذوة هذه الفعاليات متقدة، إضافة إلى الحفاظ على الطابع السلمي لهذه المسيرات.
يستطيع أي مراقب أن يقيس مستوى النجاح الذي تحققه هذه الفصائل، من خلال مستوى ردود الأفعال التي نلمسها على المستوى الدولي أو حتى من خلال تعاطي الاحتلال الإسرائيلي مع هذه المسيرات.
إنّ حجم الانتقادات الدولية لأطراف وازنة في العالم للعنف الذي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين يتزايد يوما بعد يوم، ولم يتوقف عند رؤساء دول أو منظمات دولية أو مؤسسات حقوقية وإنسانية بل وصل إلى شخصيات يهودية في العالم وفي داخل الكيان الإسرائيلي أيضا، وهذا يُشير إلى أن هذا الحراك يُحقق نجاحات ملموسة على صعيد إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي أو من ناحية إعادة توجيه البوصلة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حقه في العودة، إضافة إلى نجاح الفصائل من أخذ زمام المبادرة والقيادة للفعل الوطني بعيداً من القيادة الرسمية.
لقد جاء توقيت هذه المسيرات في ظرف غاية في الأهمية من الناحية السياسية، فلا يزال المجتمع الدولي وفي مقدمه الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب يسعى جاهداً من أجل معالجة الصراع العربي- الإسرائيلي في إطار ما يُسمى "صفقة القرن " الذي يُعتبر أخطر مشروع يتهدد القضية الفلسطينية على مدى سبعة عقود مضت، إذ يهدف إلى إنهاء حالة العداء بين العرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي وإيجاد حلول لواقع الفلسطينيين، بشكل يُرضي الإسرائيليين على شاكلة خلق كيان في غزة الموسعة وبناء إدارات محلية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وإنهاء موضوع اللاجئين من خلال إعادتهم إلى دولة غزة.
لقد استطاعت فصائل العمل الوطني في غزة من خلال مسيرات العودة، تصفع هذا المخطط على وجهه، بشكل أدى إلى أن يستيقظ دعاته من غفلتهم ويُعلنوا تأجيل هذا المشروع. بالتالي، يمكننا القول إن باكورة إنجازات مسيرات العودة وكسر الحصار هي وقف ما يُسمى صفقة القرن وإعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني من ناحية خلق فرصة جديدة أمام الحركة الوطنية الفلسطينية لكي تتحد على قاعدة مواجهة التحديات الخارجية.
إن التحدي الذي تُمثله مسيرات العودة لكل أشكال القمع والقتل والإغراء والمساومات التي تمارس من الاحتلال الإسرائيلي والقوى الدولية لوقف هذه المسيرات، باء بالفشل وبدت هذه المسيرات الأداة الأكثر قوة أمام المخططات التي يعمل البعض على تمريرها في المنطقة وفي مقدمها ما يُسمى "صفقة القرن".
لا شك في أنّ هذه المسيرات يعترضها الكثير من التحديات، وعلى رأسها قدرة القوى والفصائل الفلسطينية على التماسك في مواقفها من ناحية دعم وإسناد هذا الحراك حتى يحقق أهدافه المرجوة، وعدم الاستسلام أمام الضغوط والمساومات التي تُمارس من قبل عدد من الأطراف لثني هذه القوى عن الاستمرار في فعاليات هذا الحراك.
لقد أبدت القوى والفصائل الفلسطينية حتى اللحظة موقفاً شجاعاً وصلباً وموحداً أمام هذه الضغوط، ولم تستطع تلك الأطراف أن تستميل أو تُغري هذه القوى أو إحداها، لناحية تفكيك موقف الإسناد المتجسد ميدانياً ومن خلال الفعاليات اليومية التي تُقام على تُخوم أراضينا المحتلة. إن هذه المسيرات والنجاح الذي تُحققه تُعتبر من أهم الأوراق في يد حركات المقاومة في غزة، وليس من السهل أن يتم نزعها كون الجماهير هي أدوات الفعل النضالي على الأرض، فضلاً عن أن قيادة هذه المسيرات تضم شرائح وقوى وشخصيات واسعة في المجتمع وهذا يُصعّب على أي جهة أن تخترق الموقف بأي وسيلة كانت.