وبعد ست سنوات من الاستهداف والقمع الأسبوعي لحراك أهالي القرية، استهدف جنود الاحتلال المشاركين اليوم في المسيرة، بوابل كثيف من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والذي أدى إلى وقوع ستّ إصابات، بينما اقتحم الجنود القرية، وداهموا عددًا من المنازل وحولوها لثكنة عسكرية.
وقدمت كفر قدوم، على مدار السنوات الست، شهيدًا مسنًّا اختنق بالغاز عام 2014 جراء عمليات الاقتحام المتكررة للمنزل، وتعمد إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه بيوت المواطنين ضمن سياسة العقاب الجماعي، في الوقت الذي سقط 85 جريحًا بالرصاص الحي، والعشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأكثر من 170 معتقلًا على خلفية مشاركتهم في المسيرة الأسبوعية.
وخلال المسيرة أيضًا، كان جنود الاحتلال يتعمدون إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الأراضي الزراعية، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة من المزارع، وأشجار الزيتون على تخوم القرية.
ويقول المتحدث باسم المسيرة، مراد شتيوي، لـ"العربي الجديد"، إن أهالي القرية يتعاملون مع ست سنوات من مسيرتهم كأنها العام الأول: "لا إجراءات الاحتلال، ولا عمليات الاقتحام الليلية لاعتقال الشبان، ولا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع؛ ستوقف أهالي القرية عن مطالبتهم بفتح الشارع الرئيسي المغلق منذ سنوات طوال".
ويضيف شتيوي أن "القرية تغلق أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع، وتُقتحم، وتتم مداهمة المنازل، ومعاقبة الأهالي جماعيًّا، بسبب خروجهم ومشاركتهم في مسيرتهم السلمية للمطالبة بحقهم المشروع، لكن كل ما يفعله الاحتلال من محاولة عقاب واعتداء يمنح أهالي القرية إصرارًا على مواصلة المسير حتى تحقيق المطالب".
وفي غضون ذلك، تواصلت مسيرات الضفة الغربية الأسبوعية الرافضة للجدار والاستيطان في النبي صالح وبلعين ونعلين غربي رام الله، وقد اندلعت خلالها المواجهات مع الشبان لحظة وصول أهالي القرى إلى الأراضي المصادرة، بعد أن أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.