تراها في شوارع مدن تونس أو في أزقة قراها، تتنقّل فرادى أو جماعات تتجاوز أعدادها أحياناً العشرة. هي الكلاب الضالة التي تمثّل خطراً على الإنسان والحيوان على حدّ السواء، وبالفعل تكررت هجماتها في مختلف أنحاء البلاد. ولعلّ واحدة من الحوادث الأخيرة، إصابة طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً بجروح على مستوى الرأس والساق بعدما هاجمتها مجموعة من الكلاب الضالة وهي في طريقها إلى مدرستها في محافظة القصرين (وسط غرب).
في أوائل الشهر الجاري، تحديداً في الثاني من إبريل/ نيسان، أصيب ثمانية تلاميذ ومدرّستهم في محافظة نابل (شمال شرق) بجروح مختلفة وخدوش إثر تعرّضهم لهجوم كلب دخل أحد أقسام مدرستهم. وقد استوجب الأمر نقل المصابين إلى المستشفى المحلي. وفي اليوم التالي، الثالث من إبريل/ نيسان، عاش عدد من تلاميذ المدرسة الابتدائية في منطقة برج الوزير الزهراء بمحافظة بن عروس (شمال) حالة من الهلع، بعدما تمكّن كلب ضال من الدخول إلى ساحة المدرسة. الأمر نفسه تكرّر في اليوم نفسه في مدرسة في محافظة بنزرت (شمال).
اقــرأ أيضاً
والكلاب الضالة لم تعمد فقط إلى مهاجمة المارة أو مدارس لا تحيط بها أسوار. في القرى والمناطق الزراعية، يتعرّض الفلاحون أو مواشيهم إلى هجوم تلك الكلاب، على غرار ما حصل في منطقة تبلبو بمحافظة قابس (جنوب شرق) في فبراير/ شباط الماضي، عندما هاجمت مجموعة من الكلاب الضالة قطيعاً من الماعز والخرفان وقضت على عشرة منها. وقد استنجد الراعي بجيرانه لمواجهة عدد الكلاب الكبير وإنقاذ ما يمكن من ماشيته. يُذكر أنّ أهالي المنطقة سبق أن اشتكوا من هجمات الكلاب قبل أيام قليلة من تلك الواقعة.
وفي الأيام الأخيرة، مع تغيّر الفصول وارتفاع درجات الحرارة، راح تونسيون من جهات عدّة يتذمّرون أكثر من انتشار الكلاب الضالة في أحياء سكنية وشوارع رئيسية، ويطالبون باتخاذ إجراءات جذرية. في السياق، تفيد البيانات المتوفّرة بأنّ المصالح البلدية في تونس أجهزت في عام 2017 على نحو 21 ألف كلب، في حين أنّ العدد كان قد تخطّى 36 ألفاً في عام 2016. وبحسب وزارة الصحة، يُعالج سنوياً نحو 40 ألف شخص في تونس من جرّاء احتمال إصابتهم بداء الكلب بعد تعرّضهم لعضّة كلب، وهو ما يكلف الدولة نحو مليار دولار أميركي. يُذكر أنّ السلطات المعنية فشلت في التصدّي للكلاب الضالة، على الرغم من رفع المواطنين شكاويهم في هذا الإطار.
تؤكد الطبيبة البيطرية في إدارة الرعاية الصحية الأساسية، الدكتورة كوثر حرابش، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الكلاب الضالة منتشرة بالفعل في معظم المدن وكذلك القرى"، موضحة أنّ "أبرز أسباب انتشار تلك الكلاب، خصوصاً في المدن، مكبّات النفايات". تضيف حرابش أنّ "ارتفاع هجمات الكلاب الضالة على المارة في خلال الأعوام الأخيرة يعود إلى غياب الحملات الجادة للتصدي لتلك الكلاب من قبل الجهات المختصة التي تلجأ دائماً إلى الإجهاز عليها عن طريق القنص أو غير ذلك، وهذا ليس حلاً كافياً للمشكلة".
وتواجه عمليات قنص الكلاب من قبل الشرطة البلدية في معظم الأحيان انتقادات كبيرة من جمعيات الرفق بالحيوان ومن قبل الأفراد الذين يرفضون الإجهاز على تلك الحيوانات بالرصاص. ويطالب هؤلاء بتوفير مراكز لإيواء تلك الكلاب الضالة، على الرغم من أنّ الأمر مكلف ويتطلب إمكانات كبيرة. لكنّ هؤلاء يواجِهون انتقادات وسخرية من جرّاء مطالبتهم بتوفير ملاجئ للكلاب الضالة في حين أنّ الشوارع التونسية تضمّ مئات المشرّدين.
في السياق، أنشأت "جمعية حماية الحيوان بتونس" ملجأ للقطط والكلاب الضالة يؤوي نحو 200 كلب و100 قطة إلى حدّ الآن، بحسب ما تفيد القائمة عليها سارة العجمي. وتشرح لـ"العربي الجديد" أنّ "الجمعية تستقبل الكلاب أو القطط وفق الإمكانات المتاحة لديها ووفق طاقة استيعاب المكان"، مضيفة أنّه "عندما تتلقّى الجمعية بلاغات حول تنفيذ حملات للقضاء على الكلاب الضالة في مناطق مختلفة، فإنّها تتوجّه إلى المكان وتحاول إنقاذ الكلاب واصطحابها إلى الملجأ". وتتابع العجمي أنّ "الجمعية تعوّل على المتطوّعين، سواء ممن يمنحون المال للعناية بتلك الكلاب والقطط أو ممن يقدّمون الأطعمة والأدوية المخصّصة لها". وتلفت العجمي إلى أنّ "ثقافة العناية بالكلاب والقطط الضالة غائبة لدى المجتمع التونسي، والمناداة بها تثير استهزاءً بين التونسيين إزاء جمعيات الرفق بالحيوان أو كلّ من يطالب بتوفير ملاجئ للكلاب والقطط الضالة".
في أوائل الشهر الجاري، تحديداً في الثاني من إبريل/ نيسان، أصيب ثمانية تلاميذ ومدرّستهم في محافظة نابل (شمال شرق) بجروح مختلفة وخدوش إثر تعرّضهم لهجوم كلب دخل أحد أقسام مدرستهم. وقد استوجب الأمر نقل المصابين إلى المستشفى المحلي. وفي اليوم التالي، الثالث من إبريل/ نيسان، عاش عدد من تلاميذ المدرسة الابتدائية في منطقة برج الوزير الزهراء بمحافظة بن عروس (شمال) حالة من الهلع، بعدما تمكّن كلب ضال من الدخول إلى ساحة المدرسة. الأمر نفسه تكرّر في اليوم نفسه في مدرسة في محافظة بنزرت (شمال).
والكلاب الضالة لم تعمد فقط إلى مهاجمة المارة أو مدارس لا تحيط بها أسوار. في القرى والمناطق الزراعية، يتعرّض الفلاحون أو مواشيهم إلى هجوم تلك الكلاب، على غرار ما حصل في منطقة تبلبو بمحافظة قابس (جنوب شرق) في فبراير/ شباط الماضي، عندما هاجمت مجموعة من الكلاب الضالة قطيعاً من الماعز والخرفان وقضت على عشرة منها. وقد استنجد الراعي بجيرانه لمواجهة عدد الكلاب الكبير وإنقاذ ما يمكن من ماشيته. يُذكر أنّ أهالي المنطقة سبق أن اشتكوا من هجمات الكلاب قبل أيام قليلة من تلك الواقعة.
وفي الأيام الأخيرة، مع تغيّر الفصول وارتفاع درجات الحرارة، راح تونسيون من جهات عدّة يتذمّرون أكثر من انتشار الكلاب الضالة في أحياء سكنية وشوارع رئيسية، ويطالبون باتخاذ إجراءات جذرية. في السياق، تفيد البيانات المتوفّرة بأنّ المصالح البلدية في تونس أجهزت في عام 2017 على نحو 21 ألف كلب، في حين أنّ العدد كان قد تخطّى 36 ألفاً في عام 2016. وبحسب وزارة الصحة، يُعالج سنوياً نحو 40 ألف شخص في تونس من جرّاء احتمال إصابتهم بداء الكلب بعد تعرّضهم لعضّة كلب، وهو ما يكلف الدولة نحو مليار دولار أميركي. يُذكر أنّ السلطات المعنية فشلت في التصدّي للكلاب الضالة، على الرغم من رفع المواطنين شكاويهم في هذا الإطار.
تؤكد الطبيبة البيطرية في إدارة الرعاية الصحية الأساسية، الدكتورة كوثر حرابش، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الكلاب الضالة منتشرة بالفعل في معظم المدن وكذلك القرى"، موضحة أنّ "أبرز أسباب انتشار تلك الكلاب، خصوصاً في المدن، مكبّات النفايات". تضيف حرابش أنّ "ارتفاع هجمات الكلاب الضالة على المارة في خلال الأعوام الأخيرة يعود إلى غياب الحملات الجادة للتصدي لتلك الكلاب من قبل الجهات المختصة التي تلجأ دائماً إلى الإجهاز عليها عن طريق القنص أو غير ذلك، وهذا ليس حلاً كافياً للمشكلة".
وتواجه عمليات قنص الكلاب من قبل الشرطة البلدية في معظم الأحيان انتقادات كبيرة من جمعيات الرفق بالحيوان ومن قبل الأفراد الذين يرفضون الإجهاز على تلك الحيوانات بالرصاص. ويطالب هؤلاء بتوفير مراكز لإيواء تلك الكلاب الضالة، على الرغم من أنّ الأمر مكلف ويتطلب إمكانات كبيرة. لكنّ هؤلاء يواجِهون انتقادات وسخرية من جرّاء مطالبتهم بتوفير ملاجئ للكلاب الضالة في حين أنّ الشوارع التونسية تضمّ مئات المشرّدين.
في السياق، أنشأت "جمعية حماية الحيوان بتونس" ملجأ للقطط والكلاب الضالة يؤوي نحو 200 كلب و100 قطة إلى حدّ الآن، بحسب ما تفيد القائمة عليها سارة العجمي. وتشرح لـ"العربي الجديد" أنّ "الجمعية تستقبل الكلاب أو القطط وفق الإمكانات المتاحة لديها ووفق طاقة استيعاب المكان"، مضيفة أنّه "عندما تتلقّى الجمعية بلاغات حول تنفيذ حملات للقضاء على الكلاب الضالة في مناطق مختلفة، فإنّها تتوجّه إلى المكان وتحاول إنقاذ الكلاب واصطحابها إلى الملجأ". وتتابع العجمي أنّ "الجمعية تعوّل على المتطوّعين، سواء ممن يمنحون المال للعناية بتلك الكلاب والقطط أو ممن يقدّمون الأطعمة والأدوية المخصّصة لها". وتلفت العجمي إلى أنّ "ثقافة العناية بالكلاب والقطط الضالة غائبة لدى المجتمع التونسي، والمناداة بها تثير استهزاءً بين التونسيين إزاء جمعيات الرفق بالحيوان أو كلّ من يطالب بتوفير ملاجئ للكلاب والقطط الضالة".