كلينتون وترامب وماكرون ولوبان: أوجه التشابه والاختلاف

ذكّرت الاتهامات المتبادلة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان (يمين متطرف) وإيمانويل ماكرون (وسط) أثناء مناظرتهما التلفزيونية، مساء أمس الأربعاء، بحدّة المناظرات بين المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

قبل أيام من الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رصدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أوجه الشبه بين مرشحي الرئاسة الأميركية سابقاً والمرشحَين الفرنسيَين حالياً، معتبرة أن المناظرات كلها حفلت بالعدوانية غير المحدودة، وتبادل الاتهامات والافتراءات.

اتهمت لوبان منافسها ماكرون بأنه الابن المدلل للنظام والنخب، ووصفته بـ "المصرفي المتكلف" الذي يمثل جنون العولمة، وقالت إن "ماكرون هو مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية، وحرب الجميع ضد الجميع، والتخريب الاقتصادي الذي يشمل خصوصاً مجموعاتنا الكبرى، وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى".

أما ماكرون، فرأى أن استراتيجية لوبان مبنية على الأكاذيب، وقال "استراتيجيتك هي تكرار الأكاذيب"، مضيفاً "إنك وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود".

وفي هذا السياق، اعتبرت "لوموند" أن لوبان تبنت تكتيك مقاطعة منافسها أثناء كلامه، والذي اعتمده ترامب سابقاً، أما ماكرون فراهن على خبرته كما فعلت كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.

واستعرضت جولة على أبرز المواقف خلال المناظرات الثالثة بين ترامب وكلينتون، إذ توعد ترامب بسجن الأخيرة في حال أصبح رئيساً للولايات المتحدة، بسبب استخدامها بريدها الشخصي في المراسلات الرسمية عندما عملت وزيرة للخارجية، وذلك خلال المناظرة الثانية بينهما في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016.

واعتبرت "لوموند" أن أي مرشح رئاسي لم يشكل مثل هذا التهديد على أي منافس في التاريخ إطلاقاً.

كما أشارت الصحيفة إلى أن ترامب استفاد من هيئته الجسدية، كي يبرز سيطرته على منافسته الأصغر حجماً، متعمداً الوقوف وراءها خلال المناظرات. كما وصف ترامب منافسته بـ "المرأة المجنونة".

وأظهرت المناظرات ترامب أقل ملاءمة للوظيفة الرئاسية من كلينتون، لكن الناخبون اعترفوا له بنجاحه المهني والشخصي، وبامتلاكه قدرة على التغيير، تفوق قدرة كلينتون. وألمحت الصحيفة إلى أن مسار ترامب في الحملة الانتخابية في هذه النقطة تحديداً يشبه مسار ماكرون.

(العربي الجديد)