كذلك شهدت جرود عرسال اللبنانية مواجهات بين مقاتلي "جيش الفتح" وعناصر حزب الله اللبناني، وسط قصف بالأسلحة الثقيلة، من تجمعات الحزب في جرد نحلة وعسال الورد، وتجمعات النظام السوري في اللواء 18 بمنطقة القسطل.
وقال "أبو الحكم" قائد سرايا المهام الخاصة في المجلس العسكري بدمشق وريفها لـ"العربي الجديد" إن فصائل "جيش الفتح" صدّت اليوم هجوماً لحزب الله على منطقتي الرهوة في جرد عرسال ومرتفعات الثلاجة في القلمون الغربي، ونفّذت كمائن عدة لعناصره موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم، ما أجبر بقيتهم على الانسحاب، لافتاً إلى أنّ "مجرى المعركة سيتغير خلال اليومين القادمين".
وتابع: "الجيش اللبناني يمارس منذ نحو شهرين، تدقيقاً كبيراً على دخول وخروج اللاجئين السوريين من بلدة عرسال اللبنانية، كما أنّه يضيّق اليوم على أهالي البلدة أنفسهم".
وأضاف: "أنّ حزب الله سلّم الحزب الشيوعي اللبناني نقاطاً عدة، بينها مراكز التدريب في البقاع ومواقع في الفاكهة ورأس بعلبك، إلى جانب قرى حدودية لبنانية"، مؤكداً أنّ "عناصر الحزب الشيوعي لم يدخلوا الاشتباكات المباشرة بعد، فنحن نراقب هذا الموضوع لخطورته، ولم نلاحظ سقوط أي قتيل منهم حتى اللحظة"، معتبراً أنّ "قرار تدخل الحزب الشيوعي هو قرار روسيّ، في حين أنّ تدخل الحرس الثوري الإيراني أصبح فعلياً".
وحول أهمية مناطق الاشتباك اليوم، أكّد أنّ "من يسيطر على الرهوة، يسيطر على جرود عرسال، ونحن نسيطر عليها اليوم، لكن الجيش اللبناني يمسك عرسال لحساسية الوضع، فهي المنطقة الوحيدة التي يأتينا منها إمداد غذائي".
وأوضح القيادي العسكري أنّ "المدنيين بعيدون نسبياً عن مناطق الاشتباك، وأي قصف للمخيمات سيكون كارثة على الجميع، ونحن اتخذنا قراراً بعدم التدخل في الأراضي اللبنانية، إلا أنّ ظروف المعركة هي من تحدد، وفي أحداث عرسال العام الفائت دُمّرت مخيمات كاملة بحجة وجود إرهابيين وسط تعتيم إعلامي".
وكانت جبهة النصرة قد أعلنت أمس، عبر حساب "مراسل القلمون" التابع لها على تويتر، تدمير دبابة لحزب الله، إثر استهدافها بصاروخ كونكورس في جرود فليطة، وذلك بعد يوم على مقتل قائد قطاع القلمون لحزب الله المدعو "أبو زينب حرب"، في اشتباكات مع مقاتلي "جيش الفتح" في جرود الرهوة.
اقرأ أيضاً: "النصرة" تقتل 12 عنصراً لحزب الله في جرود عرسال
من جهة أخرى، سيطرت المعارضة السورية اليوم، على موقعٍ عسكري كانت تتمركز فيه قوات النظام في جبل الأكراد بريف اللاذقية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم "حركة أحرار الشام الإسلامية" أحمد قره علي في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" نبأ السيطرة على "تلة الجب الأحمر الاستراتيجية القريبة من قمة النبي يونس"، مضيفاً أن الهجوم تسبب بـ"مقتل وجرح العديد من قوات الأسد".
وتُعتبر قمة النبي يونس التي وقعت المواجهات بالقرب منها، ذات أهمية استراتيجية بالغة، كونها الأعلى بين قمم ريف اللاذقية، ويزيد ارتفاعها لأكثر من 1500 متر عن سطح البحر، وتطل على مناطق واسعة في جبلي الأكراد والتركمان.
تأتي هذه التطورات بالتوازي مع معارك عنيفة، في ريف إدلب، بدأت عصر أمس، وما زالت مستمرة حتى الساعة، حيث سيطر "جيش الفتح" اليوم، على مواقع عسكرية، بينها معسكر القياسات وقرية محمبل ومناطق أخرى، تعد من أقوى النقاط العسكرية للنظام على الطريق بين محافظتي إدلب واللاذقية.
وكان "جيش الفتح" قد توعد قبل أيام، على لسان قاضيه العام عبد الله المحيسني، بأن مقاتليه يعتزمون السيطرة على ما تبقى من إدلب، لافتاً إلى أنهم سيتجهون بعد ذلك نحو الساحل السوري الذي تسكنه أغلبية مؤيدة للنظام.
وتسيطر المعارضة على أجزاء من ريف اللاذقية، حيث تشهد مختلف الجبهات هناك هدوءاً نسبياً، تتخلله مناوشات مستمرة بين الطرفين.
وكانت أعنف المعارك قد وقعت في الساحل السوري نهاية مارس/آذار 2014، عندما سيطرت المعارضة حينها على بلدة كسب، ومعبرها الحدودي مع تركيا، قبل أن تستعيدها قوات النظام منتصف يونيو/حزيران من نفس السنة.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تواصل تقدمها بريف إدلب