وفي ظل عدم خضوعها لأي منطق فإن مباراة الكلاسيكو تحمل في طياتها كثيراً من التشويق لكن ما يفسد الحكاية كثيراً ويجعلها أقل إثارة القرارات التحكيمية الخاطئة في تلك المباراة تحديداً لأنها تجمع فريقين يحظيان بقاعدة شعبية عالمية لا توصف خاصة في الوطن العربي.
الحكام في لعبة كبيرة في إسبانيا بحجم الكلاسيكو، دائماً ما يجدون أنفسهم تحت مستويات عالية من التدقيق في قراراتهم حتى لو كان القرار عادياً في ظل حجم التحدي بين الفريقين وعشاقهما لذلك فقد يذكر التاريخ أن الحكام خرجوا من الملعب في إحدى مباريات الكلاسيكو في عام 1986، وسط حماية الشرطة المشددة في "برنابيو".
ولطالما تسببت الأخطاء التي ارتكبها قضاة الملاعب في جدل لم ولن ينتهي مع نهاية كل "كلاسيكو". نستعرض في تقريرنا التالي بعضاً من أشهر الأخطاء التحكيمية المؤثرة في السنين الأخيرة في الكلاسيكو.
كلاسيكو 2017
غير بعيد كثيراً، ففي الكلاسيكو الذي جرى في إبريل/نيسان العام الحالي 2017 وانتهى بفوز برشلونة 3-2 حدثت بعض الأخطاء التحكيمية التي ارتكبها الحكم، هيرنانديز هيرنانديز، على ملعب سانتياغو برنابيو ضمن الجولة الـ33 من الدوري الإسباني.
المباراة شهدت عدم احتساب ركلة جزاء لريال مدريد في الدقائق الأولى حين عرقل صامويل أومتيتي مهاجم الريال كرستيانو رونالدو وكانت لتغير مجرى وسير اللقاء، كما شهد اللقاء حينها إلغاء هدف صحيح للمدافع كاسيميرو بسبب حجة وجود حالة تسلل.
وفي كلاسيكو السوبر الإسباني قبل أشهر احتسب الحكم، ريكاردو، ركلة جزاء مشكوك في صحتها سجلها ميسي بنجاح، كما لا ينسى عشاق الريال طرد نجمهم في اللقاء ثم معاقبته بالحرمان لدفعه الحكم لنيله انذارين، لكن المثير للجدل أنه نال الطرد بحجة ادعاء رونالدو السقوط داخل منطقة الجزاء ورأى المحللون أن رونالدو لم يدعِ السقوط في تلك اللقطة.
كلاسيكو 2014 ذهاباً وإياباً
شهدت مباراة الذهاب بين الغريمين في 2014 تعرض رونالدو لعرقة من قبل ماسكيرانو، لكن الحكم تجاهل احتساب تلك الركلة وفاز برشلونة 2-1 وأثار القرار حالة جدل كبيرة حينها.
أما في موقعة الرد في مارس/آذار احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح البرتغالي، كريستيانو رونالدو، حينما تعرض للإعثار خارج منطقة الجزاء من قبل داني ألفيس وأثبتت الإعادة التلفزيونية عدم صحة القرار لأن رونالدو سقط على خط منطقة الجزاء ولم يسقط خارج المنطقة لكن رونالدو نجح في تسجيل هدف للريال وانتهت المباراة بفوز برشلونة 4-3 وشهدت احتساب 3 كلات جزاء وحالة طرد لراموس.
كلاسيكو 2016
سجل المدافع سيرجيو رامس هدفاً قاتلاً تعادل به ريال مدريد مع برشلونة، في الأسبوع 14 من الليغا في الكلاسيكو، الذي أقيم في ديسمبر إذ ارتكب راموس خطأ واضحاً على ماسكيرانو قبل تسجيل الهدف القاتل، لكن الحكم الدولي الإسباني، كلوس غوميز، احتسب الهدف وتجاهل الخطأ الذي سبقه الذي كان بالإمكان فيه خروج برشلونة فائزاً بهدف نظيف بل إن اردا توران عكس كرة عرضية ارتطمت بيد كارفاخال داخل منطقة الجزاء لكن الحكم رفض احتساب ركلة جزاء في الشوط الأول ولم ينجح الحكم بإدارة المباراة تلك بسبب وجود العديد من الأخطاء التحكيمية فيها وسط حديث عن هدف لويس سواريز الذي جاء من تسلل وخطأ تحكيمي أيضاً.
كلاسيكو 2011
رغم أن المدافع البرتغالي بيبي اشتهر أنه صاحب تدخلات خشنة، لكنه في كلاسيكو أبطال أوروبا الشهير في إبريل/نيسان 2011 تعرض لطرد غير مستحق من الحكم الألماني ساهم في التأثير على النتيجة حين بدا للحكم أنه تدخل بعنف على البرازيلي الفيس، لكن الإعادة أثبتت عدم صحة القرار بل لم يلمس ظهير برشلونة فسجل الكتالوني بعدها هدفين وجن جنون المدرب مورينيو من القرار.
إلغاء هدف ريفالدو
وتعد الحالة المثيرة للجدل التي تم فيها إلغاء هدف صحيح للبرازيلي ريفالدو لاعب برشلونة في الكلاسيكو الذي جرى عام 2001 من أكثر الحالات التحكيمية الغريبة شهرة، إذ قام الحكم لوسانتوس بإلغاء الهدف الذي سجله ريفالدو من تسديدة مباشرة إذ قام بإلغائه بحجة أن الكرة لمست أحد لاعبي برشلونة لكن الإعادة أثبتت عكس ذلك بل لمست الكرة مدافع ريال مدريد، إيفان هيلغيرا، واحتج الكتالونيون مراراً على الحالة المثيرة للجدل دون جدوى.