وقال المصدر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن حفتر سيتوجه خلال الساعات القادمة إلى باليرمو في حال تأكدت الاستجابة لمطالب حفتر المتمثلة في عدم مشاركة أطراف ليبية ممثلة لـ"الإسلام السياسي" في اللقاء الرئيسي الذي سيضم القادة الأربعة، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، و رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، وحفتر، في الجلسة الأولى مساء اليوم، مشيرا إلى إمكانية أن تشارك الأطراف غير الرئيسية في جلسات منفصلة تلبية لطلب حفتر.
وقال إن الجانب الإيطالي "حريص جدا على وجود حفتر، فغيابه عن المؤتمر يعني فشلا ذريعا للجهود الإيطالية"، كاشفا عن وقوف باريس وراء امتناع حفتر عن حضور المؤتمر.
كما كشف المصدر عن وصول مبعوث خاص من الرئيس الإيطالي، جوزيبي كونتي، إلى بنغازي برسالة مكتوبة منه لحفتر تعده بالاستجابة لمطالبه، لكن اللواء الليبي رفع من سقف مطالبه بضرورة حذف بند خضوعه لأي إملاءات قد تلزمه بالخصوع لسلطة حكومة فايز السراج كسلطة مدنية تشرف على المؤسسة العسكرية، متابعا أن "حفتر ومن يقف وراءه يسعون إلى إفشال مساعي إيطاليا لعلمها بأن غياب حفتر سيخفض من أهمية المؤتمر ونتائجه التي لن تكون ملزمة لحفتر باعتباره طرفا أساسيا في الأزمة".
وأوضح المصدر أن تمسك حفتر بعدم حضور أطراف ممثلة لـ"الإسلام السياسي"، سيما حزب الوطن وحزب العدالة والبناء، مجرد مماطلة لرفع سقف مطالبه التي تهدف إلى "الحد من تأثير نتائج المؤتمر على أوضاعه"، مرجحا "نجاح حفتر ومن يقف وراءه في ذلك حتى في حال حضوره متأخرا".
وقال: "فرنسا تسعى في كل الاتجاهات إلى إفشال باليرمو. فمقابل عودة علاقتها للتحسن مع حفتر بعد فتور طويل، سعت لعقد اتصالات مكثقة مع حكومة الوفاق وأطراف قوية، مثل مصراته، كما استضافت وفدا عسكريا وسياسيا منها قبل أيام في باريس".
وأشار المصدر إلى ملامح تأثير فرنسي واضح على التعديل الذي أعلن عنه المبعوث الأممي، غسان سلامة، على الخطة الأممية الخميس الماضي. وقال "إعلان سلامة المفاجئ قبل أيام من مؤتمر باليرمو عن تعديل بالخطة الأممية، بتأجيل الانتخابات إلى ربيع العام المقبل، تضمن مرحلة هامة، وهي عقد الملتقى الوطني الجامع مطلع العام المقبل، وهو ملتقى يضم أطيافا من الشرائح الليبية غير الممثلة في المؤسسات الحالية، ما يعني بداية البناء السياسي من نقطة الصفر، وهو ما يعني أيضا تقليل تأثير أي نتائج قد يفضي إليها مؤتمر باليرمو".
وتابع: "سلامة أعلن ضمنا شهادة وفاة مجلسي النواب والدولة في إحاطته، ووجودهما اليوم في باليرمو لإنقاذ أوضاعهما، وهناك خيط رفيع يربط بين تأخر مشاركة حفتر في المؤتمر ومساعي سلامة للحد من تأثير المؤتمر"، مشيرا إلى أن البعثة ودولا كبرى "باتت مقتنعة بأن الرجلين الأهم في الأزمة هما حفتر بقواته، والسراج الذي تدعمه مدن كمصراته والزنتان، اللتين تمتلكان أكبر تكتلين مسلحين في غرب البلاد".