يروي مصدر مطلع في دمشق، لـ"العربي الجديد"، بعض كواليس الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إلى دمشق قبل أيام. ويصف المصدر الزيارة بأنها كانت "سلبية"، موضحاً أن دي ميستورا التقى نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، فقط، رغم أنه طلب لقاء الرئيس، بشار الأسد، ووزير خارجيته، وليد المعلم. لذلك أقام المبعوث الدولي في دمشق يومي الإثنين والثلاثاء وهو ينتظر أن يُحدَّدَ له موعد، وهو ما لم يحصل. ويكشف المصدر أن لقاء دي ميستورا بالمقداد لم يكن ودياً، وحصلت خلاله مشادة كلامية بينهما، إثر انتقاد المقداد المبعوث الأممي واتهامه بعدم الحيادية، بسبب عدم إدانته قصف دمشق بالصواريخ، وحديث الأخير عن مجازر قوات النظام المتواصلة في مدينة دوما.
اقرأ أيضاً: دي ميستورا على خطى سلفيه... وفيتو على مبادرته
ويضيف المصدر أن المبعوث الأممي عرض خطته وآليات عمل اللجان الأربع، المزمع تشكيلها، على المقداد، لكن الأخير أبلغه بأن لديه الكثير من المآخذ على خطته. أما في ما يخص تشكيل اللجان، فيؤكد المصدر أن المقداد استمهل دي ميستورا حتى تتم دراستها، ورفض أن تعمل اللجان بشكل متواز، معرباً عن إصراره على أن يبدأ العمل في لجنة مكافحة الإرهاب، وعقب إنهاء أعمالها يتم الانتقال إلى اللجنة التي تليها. كما طالب بقائمة الأسماء الخاصة بالمعارضة المقترح مشاركتها في اللجان المشتركة، بحسب خطة دي ميستورا، مبينا أنه يرفض المشاركة بأية لجنة يشارك بها الائتلاف الوطني المعارِض، إضافة إلى رفضه مشاركة مجموعة من الشخصيات والكيانات المعارضة الأخرى في الداخل والخارج، لم يحددها المصدر.
ويلفت المصدر إلى أن المبعوث الدولي غادر دمشق بانتظار إرسال قائمة ممثلي النظام في اللجان، من دون أن يحدد الأخير لدي ميستورا فترة زمنية لذلك. ويرى المصدر أن اللافت في زيارة دي ميستورا هو أنه استهلها بزيارة السفارة الإيرانية في دمشق حتى قبل لقائه بالمسؤولين السوريين، منوهاً إلى أنه قام بهذه الزيارة بهدف محاولة الضغط على النظام من بوابة أنه يحظى بدعم طهران.
اقرأ أيضاً: خطة دي ميستورا... لعب الوقت الضائع بانتظار الحسم الميداني