ومع بدء العد العكسي لتنظيم امتحانات البكالوريا، المقرّرة في 3 يوليو/تموز المقبل، ارتفعت أصوات محذّرة من تحوّلها إلى بؤر وبائية لانتقال عدوى فيروس كورونا، وتكرار ما وقع في بعض المنشآت الصناعية والمهنية من تسجيل للمئات من الإصابات بالفيروس، بعد عودة المؤسسات الصناعية للعمل، بعد عطلة عيد الفطر.
وفي السياق، حذّر الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم (اتحاد عمالي)، يوسف علاكوش، من تحوّل امتحانات البكالوريا إلى "بؤر تربوية"، وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة: "على بعد أيام من امتحانات البكالوريا، وحرصاً على صحة وسلامة التلميذات والتلاميذ وكل الأطر الإدارية والتربوية، يتعيّن اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تفادي تحول مراكز الامتحانات إلى بؤر للوباء، ولكي لا نتحدث هذه المرة عن البؤر التربوية بعد البؤر المهنية".
واعتبر المسؤول النقابي أنّ "الرفع التدريجي للحجر الصحي، لا يعني أنّ وباء كورونا أصبح جزءاً من الماضي وأننا تجاوزنا مرحلة الخطر. إذ أظهرت الوقائع أنّ التجمعات المهنية الكبرى كالشركات والمصانع وغيرها، أصبحت مشتلاً حقيقياً للفيروس القاتل، وتشكّل تهديداً حقيقياً للمجتمع". ولفت إلى أنّ الحلقة الأقوى هي التنسيق التام مع مصالح وزارة الصحة والسلطات، من أجل أن تكون امتحانات البكالوريا عرساً حقيقياً يتوّج السنة الدراسية، رغم محنة جائحة كورونا، ومراعاة الوضع النفسي للتلميذات والتلاميذ بعد فترة الحجر الصحي".
ويأتي ذلك، في وقت يبدي فيه بعض التلاميذ والإداريين والتربويين تخوفهم من التقدّم لامتحانات البكالوريا، في ظلّ الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ولا سيما بعد تأكد إصابة عدد من التلاميذ بالفيروس في بؤرة "لالة ميمونة" بعمالة (محافظة) القنيطرة، التي فتحت النيابة العامة بشأنها تحقيقاً قضائياً لتحديد المسؤوليات.
وتقول هناء البوعناني، وهي تلميذة في ثانوية عبد الكريم الخطابي، بمدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، لـ"العربي الجديد": "خوفي الكبير هو من الفيروس وليس الامتحان. والخوف من الإصابة بالفيروس يفقدني التركيز التام على ورقة الامتحان، لذلك أعاني حالياً من ضغط نفسي كبير".
من جهته، قال المتصرّف التربوي (إطار إداري) أحمد كمال، في حديث مع "العربي الجديد": "صحيح لدينا مخاوف، سواء كإداريين او كمراقبي الإجراء، من الإصابة بفيروس كورونا، وهو أمر طبيعي، إلّا أنّ ضرورة انخراط الجميع، من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، تبقى فوق كل اعتبار، ما دامت الوزارة عملت من جهتها على وضع مجموعة من التدابير الوقائية".
ولتفادي انتقال العدوى، وضعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مجموعة من التدابير الاحترازية، من أبرزها اللجوء إلى المنشآت الرياضية المغطاة لإجراء الامتحانات، وتوسيع الفضاءات التي ستجرى فيها، وضمان احترام التباعد الاجتماعي. كما سيتم تعقيم كلّ المؤسسات التعليمية عدّة مرات في اليوم، وتوفير الكمّامات ووسائل التعقيم وأجهزة قياس الحرارة، كما سيتم احترام التباعد الاجتماعي، إذ لن يتجاوز عدد التلاميذ الذين سيجرون امتحان البكالوريا العشرة في القسم الواحد.
من جهة أخرى، عملت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على إعداد واعتماد بروتوكول صحي صارم داخل فضاءات طبع واستنساخ المواضيع ومراكز إجراء الامتحان والتصحيح والمداولات، تفادياً لانتشار فيروس كورونا في أوساط المترشحين أو المتدخلين في عملية تنظيم السير العادي للامتحانات.
ويقضي هذا البروتوكول بإجراء فحوص للطواقم المعنية بتدبير الامتحانات، على المستوى الجهوي والإقليمي، عبر قياس مستمر لدرجات الحرارة، وتعقيم جميع الفضاءات بصفة مستمرة واحترام قواعد التباعد، وتوفير وسائل التعقيم والحماية لجميع المترشحات والمترشحين وجميع المتدخلين، بالكميات اللازمة خلال جميع مراحل الامتحانات.
ويشمل تنزيل هذا البروتوكول الصحي مركز طبع واستنساخ أوراق الامتحان، ومراكز إجراء الامتحان، ومراكز التصحيح ومسك النقاط، ثم أخيراً مراكز إجراء المداولات قبيل الإعلان عن النتائج النهائية لاختبارات البكالوريا، فضلاً عن اعتماد خطة جهوية للتواصل والتعبئة والتحسيس.