ويهدّد الحصار وإغلاق النقطة الطبية من الجانب الأردني، النساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى عمليات قيصرية، كونهن معرضات لفقدان حياتهن وحياة الأجنّة. وفي السياق، أوضح الناشط الإعلامي في المخيم عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أن الوضع يزداد خطورة بالنسبة للنساء الحوامل مع اقتراب موعد ولادتهن، لأنه لا إمكانية مطلقا لإجراء أي تدخل جراحي ضمن المخيم الذي يعاني في الأساس من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والأغذية.
وقال الحمصي: "يوم أمس، أخبرتني إحدى النساء الحوامل بأنها تفضّل الموت قبل مجيء موعد الولادة، فالمخاوف التي تعيشها كبيرة، والوضع الإنساني سيئ جدا في المخيم حاليا".
ويعدّ قطاع الصحة في المخيم الأفقر، فلا وجود لأي غرفة عمليات جراحية أو أطباء اختصاصيين، فضلا عن كون العاملين في المجال أخصائيي تمريض ومتطوعين. كما دفع شحّ الأدوية، النازحين، إلى البحث عن بدائل للأدوية باهظة الثمن، والتي يُدخلها مهربون من مناطق النظام، بسبب الحصار المفروض على المخيم.
بدوره، أوضح مصدر مسؤول في المخيم، لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد النساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى عمليات ولادة قيصرية 9 في الوقت الحالي، وموعد ولادتهن قد اقترب، والخطير أن استمرار إغلاق النقطة الطبية قد يتسبب في وفاة النسوة وأجنّتهن، أما بالنسبة لحالات الولادة الطبيعية، فهناك قابلة في المخيم تتولى هذه المهمة.
وبيّن أنّ النساء "لا يحتجن إلى مكملات غذائية أو غيرها، فهن بالكاد يقتتن على الخبز والشاي،. وفي ظل الظروف الصعبة، نحتاج بالدرجة الأولى إلى المضادات الحيوية والأدوية المسكنة وأدوية الأطفال. وحاليا، النساء الحوامل ينتظرن القدر، وليس من الممكن لهن التوجه إلى مناطق النظام كي يلدن هناك".
في المقابل، حذّرت الهيئة السياسية في مخيم الركبان من خطر تفشي فيروس كورونا بين النازحين، البالغ عددهم نحو 12 ألفا، مطالبة الأمم المتحدة بالتحرك بشكل جدي ومباشر لإغاثهم، وتوفير مواد التعقيم ووسائل العزل كالخيم والكمامات، مع افتقار المخيم إلى أي جهاز قياس حرارة.
وجاء في البيان أننا "محاصرون من أكثر من سنة، نطالبكم بتقديم وسائل تعقيم ووسائل عزل كالخيم والكمامات، لأننا نفتقد حتى إلى جهاز كشف الحرارة. نرجو أن يكون هذا العالم على مقدار من المسؤولية والإنسانية".
وبحسب آخر التقديرات، يضم مخيم الركبان، الواقع في المنطقة منزوعة السلاح قرب الحدود السورية الأردنية المعروفة بمنطقة الـ"55"، نحو 12 ألف نازح، بينما قدّر عدد النازحين قبل الحصار بنحو 45 ألف نازح.