كوريا الشمالية تثير خلافاً في مجلس الأمن... والجنوبية ترد بمناورات عسكرية ضخمة

05 سبتمبر 2017
خلاف في مجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية (ستيفاني كيث/Getty)
+ الخط -




أثارت التجربة الأخيرة لكوريا الشمالية، خلافاً في مجلس الأمن الدولي، يوم الإثنين، إذ طالبت الولايات المتحدة بفرض المزيد من العقوبات على بيونغ يانغ، بعد تجربتها النووية، يوم الأحد، واعتبرت التفاوض مضيعة للوقت، في حين دعت كل من روسيا والصين إلى الحوار، بينما ردت سيول بإجراء أكبر مناورات عسكرية بالذخيرة الحية في بحر الشرق.

وفي جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس، لبحث تداعيات الموقف بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية، شدد مندوبو الدول على ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة الموقف، كما أدانت دول البريكس ومجموعة السبع التجربة النووية.

وقالت المندوبة الأميركية، نيكي هايلي، إن الاتفاقيات السابقة والإجراءات العقابية فشلت مع كوريا الشمالية، فقد ردت بمزيد من الاختبارات النووية، مضيفة "صبرُنا معها ينفد".

وشدّدت هايلي على ضرورة اتخاذ أقوى الإجراءات ضد بيونغ يانغ، معتبرة أن فكرة تجميد تجاربها مقابل تجميد مناورات بلادها مع كوريا الجنوبية مهينة، وأضافت "الولايات المتحدة لا تريد الحرب، لكننا مستعدون للدفاع عن حلفائنا".

وقالت المندوبة الأميركية بعد الجلسة إنها ستوزع هذا الأسبوع مشروع قرار جديد للمجلس يفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، على أن يناقش الإثنين المقبل.


بدوره، قال مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، إن قوة القنبلة التي جربتها كوريا الشمالية تعادل نحو خمسة أضعاف قنبلة هيروشيما، وجدد مطالبته لكوريا الشمالية بالالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن، معتبراً أن التطورات الأخيرة تتطلب رداً شاملاً لكسر سلسلة الاستفزازات من كوريا الشمالية.

ودعا المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر إلى موقف موحد وسريع لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية، ورأى أن بيونغ يانغ تمثل خطراً جدياً على الأمن والسلام الدوليين.

واعتبر مندوب اليابان كورو بيسهو أن تجارب كوريا الشمالية تنطوي على انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، وطالبه بالتحرك ضد كوريا الشمالية لأن سياساتها لها "عواقب وخيمة".

أما المندوب البريطاني فقال إن قراراً جديداً من مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية أصبح ضرورياً.

من ناحيته، قال مندوب الصين إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية في تدهور مستمر، وإن بلاده لن تسمح بالفوضى والحرب. وأضاف "ندعو كوريا الشمالية إلى الحوار".

وقال في الجلسة "بفضل الحوار يمكننا أن نتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي".

وجدّد الاقتراح الصيني الروسي بوقف المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مقابل أن تعلّق كوريا الشمالية برنامجها النووي، وهو ما ترفضه واشنطن.


عقوبات أشد

في السياق، أعلنت برلين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفقا، خلال مكالمة هاتفية، أمس الإثنين، على الدفع باتجاه فرض مزيد من العقوبات ضد كوريا الشمالية.

وقال المتحدث باسم ميركل، في بيان، إن الزعيمين أكدا أنهما "يتشاطران وجهة النظر القائلة إن المجتمع الدولي يحتاج لزيادة الضغوط على نظام كوريا الشمالية، وإن مجلس الأمن ينبغي عليه سريعاً فرض عقوبات جديدة وأشد".

في المقابل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، أن أسلوب فرض العقوبات على كوريا الشمالية بسبب استفزازاتها النووية غير فعّال، معلّلًا ذلك بأن الكوريين سيأكلون العشب ولن يتخلوا عن تجاربهم النووية.

وأضاف بوتين، خلال مؤتمر صحافي نقلته قناة "روسيا اليوم"، على هامش اجتماعات قمة "بريكس" في مدينة شيامن الصينية، أن كوريا الشمالية لن تمتنع عن تطوير برنامجها النووي ما لم تشعر بالسلام والاستقرار.

واعتبر الرئيس الروسي أن تصعيد الوضع العسكري (في شبه الجزيرة الكورية) قد يؤدي إلى كارثة في العالم كله، "لذا لا طريق لحل الأزمة الكورية إلا الطريق السلمي الدبلوماسي".

مناورات ضخمة

ورداً على تجربة كوريا الشمالية أيضاً، أعلنت البحرية الكورية الجنوبية أنها أجرت، اليوم الثلاثاء، مناورات ضخمة بالذخيرة الحية، لتحذير بيونغ يانغ من الإقدام على أي استفزاز في البحر، وذلك بعد يومين على التجربة النووية السادسة والأقوى على الإطلاق للنظام الستاليني.

وقال قائد المجموعة الحربية البحرية الـ13، الكابتن شوي يونغ-شان، في بيان، إنه "إذا قام العدو بأي استفزاز فوق سطح الماء أو تحت الماء فسنرد فوراً لدفنهم في البحر".

وأوضح البيان أن المناورات جرت في بحر الشرق (الذي تطلق عليه طوكيو اسم بحر اليابان) وشاركت فيها قطع بحرية عدة، بينها خصوصاً الفرقاطة غانغوون البالغة زنتها 2500 طن، وسفينة دورية زنتها ألف طن، وسفن قاذفة لصواريخ موجهة زنة الواحدة منها 400 طن.



واختبرت كوريا الشمالية، صباح الأحد، قنبلة نووية قالت إنها قنبلة هيدروجينية مصغرة يمكن تحميلها على صاروخ بالستي، ما أثار تنديداً دولياً قوياً.

وأمس الإثنين، أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن أن واشنطن عازمة على الموافقة على بيع سيول أسلحة بقيمة "عدة مليارات من الدولارات"، كما اتفق الرئيسان على إلغاء سقف القدرة الصاروخية لكوريا الجنوبية، والتي كانت تمنع سيول من حيازة أي صاروخ بالستي يزيد وزن رأسه الحربي عن 500 كيلوغرام.

واشنطن قد تبيع سيول أسلحة بمليارات الدولارات (تويتر)


وكانت بيونغ يانغ، التي أجرت في يوليو/تموز تجربتي إطلاق صواريخ بالستية تضع على ما يبدو أجزاء كبيرة من الأراضي الأميركية في مرماها، أكدت أن تجربتها النووية السادسة والأقوى على الإطلاق "شكلت نجاحاً تاماً".

وحذّرت واشنطن بيونغ يانغ من أنها لن تتوانى عن شن "هجوم عسكري واسع" في مواجهة أي تهديد من كوريا الشمالية.

(العربي الجديد)