قدّمت كولومبيا عرضاً قوياً وأقصت الاوروجواي من الدور الثاني بهدفين نظيفين، وأظهرت انها لم تأتِ إلى المونديال البرازيلي من أجل السياحة، بل هي ستقاتل من أجل الوصول إلى النهائي ـ الحلم، خصوصاً عبر نجمها المتألق، رودريجيز، الذي تصدّر الهدافين بخمسة أهداف، في حين ظهرت الأوروجواي وكأنها لا تستحق التأهل إلى هذ الدور من كأس العالم.
كولومبيا تُسيطر والأوروجواي محاصرة
دخلت الأوروجواي المباراة والعين على بلوغ الدور الربع نهائي للمرة الثانية على التوالي بعد العام 2010، في حين أن خصمها كولومبيا لن يكون "سلّم عبور"، بل هناك درجات مكسورة ستنزلق على إحداها الاوروجواي حتماً إن لم تعرف كيف تصعد إلى قمة المباراة، في وقت سيحاول المنتخب الأوروجواياني كسر هيبة كولومبيا المُرعبة في الدور الأول.
منذ البداية، ظهرت الأنياب الهجومية الفتاكة لكولومبيا، إذ ضغطت وسيطرت وحاولت اختراق دفاع الأوروجواي بدون دراسة لمحيط القلعة الدفاعية، فهي تريد قصف مرمى الخصم لإرعابه وإرسال إنذار مُبكر، في وقت لم تظهر الاوروجواي بسبب الضغط العالي والحصار الذي فرضه لاعبو المنتخب الكولومبي.
صاروخ رودريجيز والأوروجواي في "خبر كان"
وجاء الشطر الثاني من الشوط الأول مُملاً في بعض فتراته وفقيراً بالفرص على المرمى. وبشكل عام، فإن المحاولات على المرمى كانت خجولة جداً ولم تظهر حتى، حيثُ استمرت كولومبيا في الاستحواذ على الكرة من دون فعالية هجومية تُذكر، في حين ظهر تكتيك الأوروجواي على البساط الأخضر، لتكتفي بملاحقة الكرة واللعب دون ضغط أو تسرّع، ربما من أجل مباغتة الخصم بهجمة مرتدّة تهزّ الشباك وعندها "يضرب مَن يضرب ويهرب مَن يهرب".
لكن جيمس رودريجيز أراد صناعة هدف سينمائي بريشة سحرية، عبر كرة روّضها بصدره وسدّدها "على الطائر" بطريقة رائعة صاروخية لا تُرَدّ ولا تُصَدّ لتسكن الشباك (د.28)، ليُشعل النجم الصاعد المباراة، لأنه قصف بلاد الأوروجواي بـ"صاروخ نووي" وضع دفاع "السيليستي" وحارسه موسليرا في خبر كان، مسجلاً أجمل هدف في المونديال البرازيلي، في حين انتظرت الأوروجواي حتى الدقيقة 38 لتهدد مرمى كولومبيا عبر تسديدة قوية من ألفارو جونزاليز تصدى لها الحارس أوسبينا بشكل رائع.
كولومبيا تُبدع والاوروجواي تُلملم جراحها
بداية الشوط الثاني جاءت كولومبية إثر تسجيلها هدفاً سريعاً أجمل من الأول، مرسوم بسحر كولومبي كروي جميل، عبر كرة عرضية روّضها جواردادو برأسه لرودريجيز الذي تابعها في الشباك (د.50)، ليتربع على عرش صدارة الهدافين في المونديال، في ظل غياب تام لشمس الأوروجواي التي لم تسطع على المستطيل الأخضر من أجل إنارة طريق "السيليستي" من جديد.
وحاولت الأوروجواي استعادة توازنها من خلال الضغط على المرمى الكولومبي من أجل تقليص النتيجة، لكنها اصطدمت بدفاع قوي عرف كيف يمتص نشوة لاعبي الخصم، في حين لم ترتقِ فرص الأوروجواي إلى الخطورة المطلوبة من أجل هز الشباك، لكنها في بعض الأحيان حصلت على فرص خطيرة تكفّل الحارس الكولومبي بإبعادها بعيداً عن الشباك.
في المقابل، تابعت كولومبيا المباراة من دون جهد يُذكر، إذ إنها مرتاحة على أرض الملعب من خلال النتيجة والأداء الساحر الذي قدمته في هذا المونديال، لتقصي الأوروجواي بهدفين نظيفين وتوجّه رسالة قوية إلى البرازيل التي ستواجهها في الدور الربع نهائي لأول مرة في تاريخها.