كيرلس فاضل: مات في سيناء... مات في ليبيا

28 أكتوبر 2014
صورة كيرلس المنتشرة والتساؤلات حول مكان وجوده (فيسبوك)
+ الخط -
وصلت حالة الجدل حول تفجير سيناء الأخير، الذي قتل فيه حوالي ثلاثين مجنداً مصرياً، لذروتها إثر قيام ناشطين ومواقع بنشر صورة لأحد ضحايا الحادث مأخوذة من حسابه الخاص على "فيسبوك". الصورة هي للمجند كيرلس فاضل مكاري، ويظهر على الحائط خلفه جملة "مات القذافي". ما أعاد الحديث حول قضاء هؤلاء حتفهم في ليبيا وليس في سيناء، كما قالت الرواية الرسمية.

كذلك تداول الناشطون أيضاً فيديو، جاء فيه نقلاً عن مواقع إخبارية وصفحات ليبية على "فيسبوك" أن المجند كيرلس فاضل مكاري، هو أحد الجنود المصريين الذين تم أسرهم على يد قوات كتائب ثوار ليبيا، ضمن 10 مجندين آخرين تم أسرهم خلال المعارك الدائرة هناك، بين كتائب ثوار ليبيا وقوات اللواء حفتر، والذي لم تنكر السلطات المصرية دعمها له، وإن نفت إرسال قوات للقتال ضمن صفوفه. وهو ما أعاد طرح عدة تساؤلات عن كيفية ورود اسم كيرلس ضمن قائمة الأسرى المعلن عنهم قبل وقوع الحادث بأيام عدة.

وعزز هذه الرواية تداول الناشطين لتساؤلات حول أربع جثث مجهولة أعلنت عنها الرواية الرسمية وسط ضحايا حادث الشيخ زويد الأخير، ودعم هذه الشكوك لدى المتابعين والناشطين عدم وجود أي صورة أو فيديو لموقع الحادث، كما مُنع الصحافيون من الوصول إلى مكان الحادث.

وازداد الجدل سخونة مع تفاعل الناشطين بالتعليقات حول تناقض الروايات الرسمية، وورود الأنباء المنافية لها من الناشطين والمواقع الليبية، حيث أكد بعضهم أن ما تم تداوله من صور وفيديوهات، دليل على صحة فرضيتهم، عن وجود قوات مصرية تدعم قوات حفتر في حربه التي يخوضها في ليبيا. وهو ما نفاه مؤيدو السيسي جملة وتفصيلاً حيث شككوا في هذه الأدلة، وتمسكوا بدعم الرواية الرسمية، وقاموا بنشر صور لكيرلس زاعمين أنها من داخل سيناء.

"لو الصورة في مصر إزاي على الحيطة مكتوب مات القذافي؟ ولا يمكن الجنود المصريين في سينا وعينهم على ليبيا"، هكذا علق أحد الناشطين، كما نشر الحساب الرسمي لحركة 6 إبريل الصورة المتداولة، وقام بإبراز كلمة "مات القذافي" التي تظهر على الحائط خلف المجند، تاركاً التعليق لرواد الصفحة، والملاحظ هو حذف عدة حسابات مصرية للصورة بعد نشرها بساعات، ما يعزز الشكوك حولها ومدلولها.

اما ناشطون آخرون فأكدوا أن الجندي كيرلس الذي قتل في ليبيا هو "كيرلس مكاري لبيب" فيما الاسم الكامل للمجند الذي سقط اخيراً هو "كيرلس فاضل حليم".

أما الجانب الآخر من هذه القضية فهو الكلام الطائفي الذي خرج فور الإعلان عن اسم كيرلس كأحد ضحايا التفجير. فطالعنا خطاب طائفي يرفض تسمية كيرلس بـ"الشهيد" حتى لو كان سقط في تفجير سيناء، نظراً إلى أنه مسيحي!

من قتل؟ وأين؟ وما هو الاسم الحقيقي للمجند؟ وهل هو نفسه الذي كان في ليبيا؟ كلها أسئلة لا تزال من دون أجوبة، وبرسم اجتهادات مواقع التواصل.
المساهمون