كيري في القاهرة لإقناع السيسي بالمشاركة في حرب "داعش"

13 سبتمبر 2014
كيري قال سابقا إنها حملة وليست حرباً(بريندان سميالوفسكي/فرانس برس/getty)
+ الخط -

حسمت واشنطن، مساء أمس الجمعة، الجدل حول توصيف الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مؤكّدةً أن الولايات المتحدة هي "في حرب ضدّ داعش"، فيما يختتم وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، جولته في المنطقة لحشد دولها في الحرب، في القاهرة، التي وصلها صباحاً، وسيحاول خلال محطته المصرية إقناع الرئيس عبدالفتاح السيسي بمشاركة أوسع في الحرب.

وأكّد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش أرنست يوم أمس، أنّ "الولايات المتحدة في حرب ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" تماماً كما هي في حرب ضد تنظيم القاعدة وحلفائه في العالم".

بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب الأخيرة في العراق. وقال "نحن في حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية على غرار الحرب التي نخوضها وسنظل نخوضها ضد القاعدة وحلفائها".


وكان كيري قد ذكر في مقابلة مع "سي بي أس نيوز" "نحن نخوض عملية ضخمة لمكافحة الإرهاب وهي ستكون عملية طويلة". وأضاف "اعتقد أن كلمة حرب ليست التعبير الصحيح، إلا أن الواقع هو أننا نشارك في جهود دولية كبيرة للتصدي للنشاطات الإرهابية". 

ويتوقع أن يتوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأربعاء المقبل إلى تامبا في فلوريدا للقاء كبار المسؤولين في القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية المسلّحة في الشرق الأوسط.

في هذه الأثناء، وصل كيري إلى القاهرة صباح اليوم، وهي المحطة الأخيرة من جولته الإقليمية التي شملت الأردن والسعودية وتركيا. ومن المقرر أن يلتقي كيري الرئيس المصري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في لقاءات تدور حول التحالف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله لمحاربة "داعش" في العراق وسورية.

وقالت مصادر سياسية مصرية رفضت الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن زيارة كيري تأتي في مستهل جولة على عواصم الدول المعنية بالحرب على تنظيم "داعش" لا سيما الدول التي تحفظت على المشاركة العسكرية في الفترة الحالية مثل مصر.

وأضافت أن مصر لا تزال مصرة على موقفها بعدم إرسال جنودها إلى الخارج للمشاركة في حرب "داعش"، من منطلق أن مصر تشن حرباً داخلية على إرهاب لا يقل خطورة عن "داعش"، يتمركز في سيناء ويهدد حدودها الغربية ويضرب بين الحين والآخر العمق المصري.

وكان وزير الخارجية المصري قد أعرب خلال اجتماع كيري مع وزراء خارجية الدول العربية بجدة لتنسيق الحرب على "داعش"، عن ترحيب مصر بهذه الخطوة التي ستساهم في تقويض الإرهاب في المنطقة، لكنه انتقد عدم تقديم يد العون لمصر في حربها على الإرهاب في سيناء، حيث تحاول مصر القضاء على مجموعات مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر، بالإضافة إلى بعض الخلايا التي تم اكتشافها أخيراً، وأعلنت السلطات الأمنية المصرية أنها تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وتدين لها بالولاء.

وأوضحت المصادر نفسها، أنّ مصر ستؤدي دور المساعدة الاستراتيجية والسياسية في الحرب، لكنها لن تخاطر في الوقت الحالي بفتح جبهة جديدة، خاصة وأن القوات المسلحة المصرية تنشط حالياً على الجبهة الغربية التي تمثل خطراً على الاستقرار الداخلي المصري بسبب الأوضاع المضطربة في ليبيا وانهيار جيشها وشرطتها.

وأكدت المصادر أن هذا السبب أيضاً هو ما يمنع الجزائر من المشاركة في الحرب على "داعش"، مشيرة إلى استمرار التنسيق الأمني والعسكري بين القاهرة والجزائر لإدارة الملف الليبي.

وتوقعت المصادر أن يحاول كيري إقناع السيسي بقيام مصر بدور أكبر في الحرب، وهو ما يتحفظ عليه السيسي، إلاّ إذا حظيت هذه التحركات بمظلة دولية من مجلس الأمن، بحسب المصادر.

وأشارت إلى أن كيري سيدعو السيسي للقاء مع الرئيس الأميركي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الحالي.