أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري لسفارة الولايات المتحدة في الرياض، ولقائه بالدبلوماسيين الأميركيين والموظفين المحليين في السفارة، لفت انتباهه وجود 12 موظفا محلياً مضى على وجودهم في السفارة 35 عاماً، و16 آخرين مضى على وجودهم 30 عاما.
وجاءت مناسبة الحديث عن المدد الطويلة في الخدمة عندما تطرق السفير الأميركي في الرياض جو يستفال إلى الفترة الطويلة التي قضاها جون كيري في عضوية مجلس الشيوخ الأميركي (28 عاما)، في موقع يمنح شاغله مكانة اجتماعية بارزة.
وبادل كيري سفيره المجاملة بالمثل عندما أشار إلى أنه هو الآخر قد أمضى في خدمة الحكومة الأميركية حوالي 40 عاما متنقلا بين مواقع عديدة.
اقرأ أيضاً: السعودية: 5160 موقوفاً بينهم 18 خليجياً
لكن كيري أعرب عن عرفان خاص لأصحاب الخدمة الطويلة من الموظفين المحليين في السفارة ذاكراً أربعة منهم بالاسم، وهم: محمد اسحاق، وحبيب سعيد، وأحمد الخياط، وغلام خان. وخاطبهم كيري قائلاً: "أريد أن أشكركم نيابة عن الرئيس أوباما، وشعب الولايات المتحدة، على مثابرتكم ومساهمتكم معنا في هذا العمل العظيم".
كما لفت انتباه كيري وجود فتى في التاسعة من عمره بين الحضور من أقارب الدبلوماسيين الأميركيين فخصه بالحديث المباشر أمام الجمع كنوع من المجاملة الاجتماعية، سائلاً إياه عن الفترة التي أمضاها في الخدمة.
ومازح كيري الدبلوماسيين الأميركيين قائلا لهم إن وجودهم في الرياض حالياً تحت أشعة شمسها الساطعة، بعيداً عن عواصف أميركا الثلجية الباردة أمر يدعو للغبطة، معتبراً أنهم محظوظون لوجودهم في هذا الظرف بعيداً عن منازلهم، خصوصاً إذا كانت في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
شيعة وسنة واقتصاد
وفي لفتة تثقيفية من كيري للدبلوماسيين الجدد بالسفارة الأميركية أشار كيري إلى أن المنطقة العربية قبل عشر سنوات أو خمسة عشر عاماً لم تكن عبارات "أنت شيعي" و"أنت سني" سائدة بمثل ما هي عليه اليوم. وقال إن المتطرفين يريدون استغلالها للوقيعة بين الناس وزعزعة الوئام الاجتماعي.
اقرأ أيضاً: السعودية تبدأ بمكافحة التطرف من المدارس
وأصدر كيري لموظفيه في الرياض ما يشبه التكليف بأن عليهم مواصلة العمل مع المجتمعات الخليجية لتشجيع التعايش والوئام الاجتماعي ونبذ الانقسامات المذهبية والاجتماعية.
ونصح كيري الدبلوماسيين الأميركيين بالانخراط أكثر مع مجتمع الأعمال السعودي لمساعدة الشركات الأميركية في تنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبرى، مشيراً إلى أن شركة جنرال إلكتريك على سبيل المثال وغيرها من الشركات شرعت حالياً في تنفيذ مشروعات ضخمة في مجالات التعدين والمياه والصرف الصحي وغير ذلك. ومن خلال خبرته كدبلوماسي رأى كيري أن على كل دبلوماسي أن يدرك أن السياسة الخارجية في الزمن الراهن هي دبلوماسية الاقتصاد.
وأوضح رؤيته بالقول: "نحن بحاجة للمساعدة على خلق فرص عمل لأبنائنا وأبناء المجتمعات الأخرى"، ونحن بحاجة إلى مواصلة العمل لتسهيل قدرة الناس على الانخراط في الأعمال الحرة. وتابع: "نريد أن نأخذ بيد المنطقة كي تعود للهدوء والاستقرار وتبدأ في التركيز على التعليم والصحة وتوفير فرص العمل للشباب، وبناء مجتمعات بناءة تساهم في السلام والاستقرار العالمي.
وختم كيري لقاءه مع العاملين في سفارة بلاده بالرياض، كاشفاً لهم أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الخليج بصدد القيام بخطوات من شأنها أن تساعد المنطقة على حل نزاعاتها واستعادة سلامها الاجتماعي وتحقيق الرخاء.
ولم يفصح كيري عن تفاصيل الخطوات التي أشار إليها، لكنه خص بالذكر الجهود الرامية لإحلال السلام في كل من سورية واليمن، مشدداً على أهمية النجاح في ذلك لضمان استعادة الوئام الاجتماعي بالمنطقة ككل.
اقرأ أيضاً: أسرة سعودية تشكك في تقرير بريطاني حول قاتل ابنتها