وكان كيري يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وقال إن "الصين والولايات المتحدة ملتزمتان باستكمال اتفاق سيغلق الطريق أمام إيران للحصول على مواد انشطارية".
ويقوم كيري بزيارة إلى الصين تستمر يومين تهيمن عليها المخاوف الأمنية العميقة إزاء طموحات الصين في بحر الصين الجنوبي.
وتزعج جهود الصين السريعة لاستصلاح الأراضي في أرخبيل سبراتلي في بحر الصين الجنوبي، المطالبين بأحقيتهم في أجزاء من بحر الصين الجنوبي مثل الفيليبين وفيتنام.
وفي هذا السياق، تدرس وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال سفن عسكرية وطائرات مراقبة إلى مسافة أقل من 12 ميلاً بحرياً (22 كيلومتراً) من هذه الجزر الصغيرة الاصطناعية التي تعمد الصين إلى بنائها بشكل متسارع منذ سنة، وهي المسافة التي تعتبر ضمن المياه الإقليمية لأي جزر طبيعية.
وتقع هذه الجزر الصغيرة في أرخبيل سبراتليز الذي تتنازع السيادة عليه سواء جزئياً أو كلياً كل من الصين والفيليبين وفيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان. وتخشى دول المنطقة هيمنة العملاق الصيني على الأرخبيل.
وتؤكد بكين من جهتها سيادتها على بحر الصين الجنوبي بشكل شبه كامل ما يثير مخاوف وتوترات دبلوماسية مع جيرانها.
وفي حال حصلت خطط البنتاغون على موافقة الرئيس باراك أوباما، والذي سيستقبل بعد أشهر نظيره الصيني شي جينبينغ في زيارة دولة تشكل محوراً آخر لمحادثات كيري، فإن دخول سفن تابعة للأسطول الأميركي السابع في المحيط الهادئ في ما تعتبره بكين مياهها الإقليمية قد يثير أزمة خطيرة بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين.
وجزر سبراتليز هي أرخبيل مرجاني كبير في بحر الصين الجنوبي يمتد على مساحة نحو (410 آلاف كيلومتر مربع). وتقع على ملتقى طرق بحرية استراتيجية للتجارة العالمية، كما تحتوي على احتياطات من النفط والغاز.
وتحتل تايوان أكبر الجزر الطبيعية ايتو ايبا التي يبلغ طولها نحو (1,3 كيلومتر وعرضها 366 متراً). وهي الجزيرة الوحيدة التي يوجد فيها مياه عذبة طبيعية.
ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن بناء جزر اصطناعية كما تفعل الصين لا يسمح بالمطالبة بمياه إقليمية محيطة بها ولا بإقامة مجال جوي فوقها.
ونشر البنتاغون الأسبوع الماضي صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية تظهر أن بكين تعمل بشكل مكثّف على ردم جروف مرجانية تحولها إلى موانئ ومنشآت أخرى بينها مدرج هبوط يجري بناؤه حالياً، وقد ارتفعت المساحة التي يمكن استخدامها خلال سنة من 200 إلى 800 هكتار.
ويعتزم كيري التشديد خلال لقاءاته في بكين، لا سيما مع الرئيس شي جينبينغ، غداً الأحد، على "العواقب السلبية جداً بالنسبة لصورة الصين ولعلاقاتها مع جيرانها وللاستقرار الإقليمي وربما للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة" جراء هذه الأنشطة، وفق ما أفادت أوساط وزير الخارجية.
وقال مسؤول مقرب من كيري إن وزير الخارجية "لن يدع أي شك لدى محاوريه الصينيين حول تصميم الولايات المتحدة على الحفاظ على حرية الملاحة" في المنطقة.
اقرأ أيضاً: كيري يكرّس التهدئة الروسية ـ الأميركية