لم تمر الأيام المائة الأولي لتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة حتى اتضح بصورة جلية أن الجامعات الكندية كانت الرابح الأول من سياساته، وبصفة خاصة تلك التي تخص قوانين الهجرة، ومن ناحية أخرى لم يكن ليمر عام على التصويت الذي تم على الطرف الآخر من المحيط في بريطانيا والذي أسفر عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى بدأ عمداء كبريات الجامعات الكندية في الإعلان عن ارتفاع غير مسبوق لنسب طلبات الالتحاق من تلك الدولتين.
فعلى سبيل المثال، أعلن عميد جامعة تورونتو في احتفالية خاصة بالمركز المتقدم الذي أحرزته الجامعة عالمياً في الترتيب السنوي الخاص بأفضل 500 جامعة على مستوى العالم، أعلن بأن عدد الطلبة المتقدمين إلى جامعة تورونتو من الولايات المتحدة زادت بنسبة 80% إذا ما قورنت أعدادهم بتلك في نفس الشهر من العام المنصرم، فقد وصل عدد الملتحقين 1127 بينما كان تعدادهم في العام الماضي627 ، ولم تكن جامعة تورونتو الوحيدة التي تعلن عن أعداد غير مسبوقة تأتي لها من الولايات المتحدة فقد أبرزت الإحصاءات أن هناك ارتفاعاً بنسبة 34% في جامعة ماك ماستر و21% في جامعة ماك جيل.
ويرى المتخصصين أن هذا دلالة على أن الجيل الجديد من الشباب الأميركي يثق بصورة أكبر في سياسة الانفتاح والتعددية التي تنتهجها كندا، فمن الملاحظ أن النسب الأكبر للملتحقين من الولايات المتحدة في الجامعات الكندية كان لنيل البكالوريوس والليسانس (أي مرحلة ما قبل الدراسات العليا).
اقــرأ أيضاً
أما على الطرف الثاني فهناك بالمثل زيادة غير مسبوقة وافدة من بريطانيا إلا أن نوعية الوافدين مختلفة هذه المرة، إذ إن النسبة الأكبر كانت من الباحثين وطلبة الدراسات العليا وهناك زيادة كبيرة في الأساتذة الأكاديميين الذين يتقدمون للعمل في الجامعات الكندية، ويرجع هذا الأمر للارتباك الكبير الذي تشهده ساحة الأبحاث العلمية في المملكة المتحدة والتي كانت تستفيد بصورة كبيرة من التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي في هذا القطاع فقد وصل التمويل الأوروبي للأبحاث العلمية التي تتم في المملكة المتحدة إلى 1.2 بليون جنيه إسترليني وهو ما يعادل بليوني دولار أميركي، ولكن يعبر الباحثون عن قلقهم حول المصير الضبابي للتمويل الأوروبي بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وعلى جانب آخر رأت الجامعات الكندية زيادة كبيرة من الطلبة القادمين من المكسيك ومن الهند، ويرجع المتخصصين هذا الأمر لحالة القلق التي تنتاب الشعب المكسيكي وخصوصاً المثقفين منهم، من السياسات التي اتسمت بالعدائية نحو بلادهم، وقد عبر عدد منهم عن شعورهم بأنهم غير مرحب بهم منذ تولي ترامب الحكم في الولايات المتحدة.
أما بالنسبة للطلبة الوافدين من الهند فزيادة نسبتهم والتي وصلت إلى 40% ترجع لسبب آخر تماماً، هناك قلق وتوتر متزايد بين الجالية الهندية في الولايات المتحدة، منذ أن بدأ هناك نوع من الحديث عن تعديل لقانون العمل والمعروف بتصاريح H1B وهي التصاريح الأكثر شعبية وتداولاً بين الطبقة المتعلمة الوافدة من الهند، وبالتالي يتساءل الطلبة عن مصيرهم إن هم أنهوا تعليمهم الجامعي في الولايات المتحدة وكيف ستكون آفاق استقرارهم فيها.
ونتيجة لهذه الزيادات يعلن الاقتصاديون في كندا أن التعليم الجامعي أصبح من أهم روافد الدخل القومي لكندا، حتى أنه من المتوقع أن يساهم هذا القطاع بنسبة 2.2% من مجموع الدخل القومي الكندي وهو ما يزيد على 11 بليون دولار أميركي.
اقــرأ أيضاً
ويرى المتخصصين أن هذا دلالة على أن الجيل الجديد من الشباب الأميركي يثق بصورة أكبر في سياسة الانفتاح والتعددية التي تنتهجها كندا، فمن الملاحظ أن النسب الأكبر للملتحقين من الولايات المتحدة في الجامعات الكندية كان لنيل البكالوريوس والليسانس (أي مرحلة ما قبل الدراسات العليا).
أما على الطرف الثاني فهناك بالمثل زيادة غير مسبوقة وافدة من بريطانيا إلا أن نوعية الوافدين مختلفة هذه المرة، إذ إن النسبة الأكبر كانت من الباحثين وطلبة الدراسات العليا وهناك زيادة كبيرة في الأساتذة الأكاديميين الذين يتقدمون للعمل في الجامعات الكندية، ويرجع هذا الأمر للارتباك الكبير الذي تشهده ساحة الأبحاث العلمية في المملكة المتحدة والتي كانت تستفيد بصورة كبيرة من التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي في هذا القطاع فقد وصل التمويل الأوروبي للأبحاث العلمية التي تتم في المملكة المتحدة إلى 1.2 بليون جنيه إسترليني وهو ما يعادل بليوني دولار أميركي، ولكن يعبر الباحثون عن قلقهم حول المصير الضبابي للتمويل الأوروبي بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وعلى جانب آخر رأت الجامعات الكندية زيادة كبيرة من الطلبة القادمين من المكسيك ومن الهند، ويرجع المتخصصين هذا الأمر لحالة القلق التي تنتاب الشعب المكسيكي وخصوصاً المثقفين منهم، من السياسات التي اتسمت بالعدائية نحو بلادهم، وقد عبر عدد منهم عن شعورهم بأنهم غير مرحب بهم منذ تولي ترامب الحكم في الولايات المتحدة.
أما بالنسبة للطلبة الوافدين من الهند فزيادة نسبتهم والتي وصلت إلى 40% ترجع لسبب آخر تماماً، هناك قلق وتوتر متزايد بين الجالية الهندية في الولايات المتحدة، منذ أن بدأ هناك نوع من الحديث عن تعديل لقانون العمل والمعروف بتصاريح H1B وهي التصاريح الأكثر شعبية وتداولاً بين الطبقة المتعلمة الوافدة من الهند، وبالتالي يتساءل الطلبة عن مصيرهم إن هم أنهوا تعليمهم الجامعي في الولايات المتحدة وكيف ستكون آفاق استقرارهم فيها.
ونتيجة لهذه الزيادات يعلن الاقتصاديون في كندا أن التعليم الجامعي أصبح من أهم روافد الدخل القومي لكندا، حتى أنه من المتوقع أن يساهم هذا القطاع بنسبة 2.2% من مجموع الدخل القومي الكندي وهو ما يزيد على 11 بليون دولار أميركي.