تأثير التوجهات السياسية لا يتوقف عند الشأن العام فقط، وإنما يبدو أنه يتعداه ليصل إلى مستوى المشاعر على الصعيد الشخصي والعاطفي.
في أميركا على سبيل المثال، فإن الزيجات بين الديمقراطيين والجمهوريين لا تتجاوز نسبة واحد من عشرة.
وفي دراسة نشرت في "journal Political Behavior" تشير النتائج إلى أن انتماء شخص ما إلى حزب مختلف، يمكن أن يؤثر على التصورات حول كيف يبدو هذا الشخص.
وقال معد الدراسة ستيفن نيكولسون "إن الناس يميلون لرؤية الأشخاص المنتمين إلى أحزاب أخرى على أنهم أقل جاذبية، ووجدنا أن ذلك ينطبق على كل من الرجال والنساء".
وهذا التأثير يرتبط بما يسمى الانحياز للمجموعة، ما يعني أن الناس في مجموعة ثقافية أو اجتماعية يميلون إلى تقدير الأفراد في مجموعتهم على أنهم أكثر إيجابية، أما الأشخاص خارجها يكونون أكثر سلبية باعتقادهم.
وأشارت دراسة ماضية إلى أن هذه المشاعر السلبية تزداد تحت ظروف خاصة عندما تتنافس هذه المجموعات مع بعضها، كما هو الحال في السياسة.
ففي الدراسة التي أجريت خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2012، كجزء من مشروع بحثي أكبر حول القضايا السياسية، عرض الباحثون على عينة تمثل الولايات المتحدة، صوراً لأشخاص من الجنس الآخر، مع بعض المعلومات عنه، كاهتماماته والأشياء التي يفضلها، وفي بعض الأحيان تضمنت المعلومات إذا كان هذا الشخص يدعم باراك أوباما أو ميت رومني في الانتخابات.
وأظهرت النتائج أنه في الحالات التي لم تطرح فيها معلومات عن الميول السياسية لأصحاب الصور، فإن كل من الديمقراطيين والجمهوريين وجدوهم جذابين بشكل متساو، لكن في الحالات التي عرف فيها الأشخاص المستطلعون عن التوجهات السياسية فإن تقديرهم للجاذبية كان أقل، بحسب ما نقلته (واشنطن بوست).
(العربي الجديد)