وجبة صباحية جاهزة وسهلة، لا تتطلب وقتاً لإعدادها، يحبها الصغار والكبار لطعمها الحلو المذاق ونكهاتها المختلفة.
إنها حبوب الإفطار التي يقبل عليها المستهلكون، يغضون الطرف عن محتوياتها عموماً، طالما أنها تتوافق مع وتيرة السرعة المطلوبة، والتحضير العاجل يومياً استعداداً للمدارس والأعمال.
ترى بعض الأسر أن الانتقادات والتحذيرات من اعتماد حبوب الإفطار وجبة يومية خاصة للأطفال تحمل بعض المبالغات، ويعيدها كثيرون لأسباب تجارية ودعائية وتنافس المصنعين.
لو سلّمنا بأن الفرضيات السابقة صحيحة، وبما أننا مجتمعات تشكو على الأغلب غياب جمعيات حماية المستهلك، وجهات تتابع ما هو موجود في الأسواق من منتجات ضارة أو غير ضارة، وتصدر التقارير بشأنها، يصبح من مسؤوليتنا الاعتماد على أنفسنا أولاً، وقراءة قائمة المحتويات الموجودة على علب حبوب الإفطار بتمعن، لمعرفة مكوناتها.
مكونات كثيرة نعرف بعضها وأخرى نجهلها نجدها مكتوبة ضمن قائمة محتويات حبوب الإفطار. أغلب المحتويات مصدرها صناعي، ونذكر منها الزيوت المهدرجة، وليسيتين الصويا، والفيتامينات المضافة، والملونات، والنكهات الصناعية، ومحسنات القوام، ومحتوى معدل وراثياً، إضافة بالطبع للسكر والمحليات على أنواعها.
نكتفي هذه المرة بالحديث عن السكر المضاف لحبوب الإفطار الذي يظهر في القائمة عبر كلمة سكر، أو فركتوز، أو سكر الفواكه، أو شراب الذرة، أو شراب السكر، وكلها تعني السكر.
وتسأل الأمهات ما الضرر من وجود السكر في حبوب الإفطار؟ وكيف يمكن للأطفال أن يتقبلوا طعمها من دون سكر؟ وخاصة أن حبوب الإفطار وسيلة لكي نعطي أطفالنا الحليب كل صباح.
أسئلة تبدو مشروعة، لكن المرور سريعاً على آراء ومواقف المختصين والخبراء من وجود السكر في حبوب الإفطار يجعلنا نستوضح جملة من النقاط الهامة ومنها:
"إذا أشارت قائمة المحتويات إلى وجود أكثر من 15 غراماً من السكر لكل 100 غرام من حبوب الإفطار، أو إذا كانت نسبة السكر 25 في المائة وما فوق، فهذا يعني أن كمية السكر تفيض عن المعدل المقبول"، ذلك حسب دراسة أجراها "التحالف لتغيير القوانين المتعلقة بالسمنة" في أستراليا في مارس/آذار 2015.
في حين يعتبر موقع Authority Nutrition أن علينا اختيار حبوب الإفطار التي تحوي خمس غرامات أو أقل من السكر للوجبة الواحدة (تحدد على الغلاف الوجبة بنحو 100 غرام أو أقل).
أما أخصائية التغذية كاثرينا ساكسيلبي الأسترالية وصاحبة مدونة إلكترونية فقد لفتت إلى أن قائمة المحتويات على علب حبوب الإفطار تكون غامضة أحياناً، لذلك من الضروري التنبه إلى أن مصادر السكر متنوعة، قد تكون إحداها الفواكه المجففة مثل الزبيب والعنب والتفاح والمشمش، وهذا يجب احتسابه أيضاً.
خبيرة الاستهلاك البريطانية جوانا بايثمان نشرت كتاباً بعنوان "ماذا تأكل"؟ تضمن تفاصيل عن معدلات السكر في 50 نوعا من حبوب الإفطار في مارس/آذار 2012. وتجيب عن السؤال: ماذا لو تضمنت حبوب الإفطار فائضاً من السكر؟ وتقول "بات من المسلم به أن تناول الكثير من السكر يزيد فرص الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسرطان ومشاكل الكبد، إضافة إلى تغيير عملية التمثيل الغذائي في الجسم".
ولفتت في مقال نشرته مجلة الطبيعة المتخصصة إلى أن فائض السكر في المأكولات يساهم في وفاة 35 مليون شخص سنوياً في العالم.
أسر كثيرة تمنع أطفالها من تناول السكاكر والحلويات، ولكنها لا تنتبه إلى أن حبوب الإفطار تحوي أضعافا مضاعفة من كميات السكر المسموح بها، ما يجعل أجسامهم عاجزة عن تصريفها مع مرور الوقت، وتسبب لهم مخاطر صحية.
الأمهات اللاتي يخترعن الحلول لترغيب أطفالهن بالطعام، بإمكانهن البحث عن حبوب إفطار قليلة السكر أو إضافة الفواكه الطازجة أو المجففة لتلك الخالية من السكر والغنية بالألياف.