وقال محمد أبو فؤاد، (25 عاماً)، من دمشق: "لم أطلع على كافة تفاصيل المؤتمر، ولا أتابعه باهتمام شديد، لكني لا أريد أن أحكم عليه، الحقيقة تارة أقول إن مثله مثل جنيف، وتارة أخرى أتوقع أنه آخر اجتماع سياسي يخص الوضع السوري ككل، أنا مع الحل السياسي والتفاوض لكن بشروط مرضية، وبزوال الأسد والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن جميع المناطق وإخراج القوات والمليشيات الإيرانية وجميع القوات الأجنبية من بلادنا".
أما رضوان الحمصي، (23 عاماً)، مصور، حي الوعر، فلم يُخْفِ اعتقاده بأن "أستانة مشابه لسلسة مؤتمرات جنيف، لا يختلف عنها بشيء إلا أنه بـنكهة الشرق الأوسط، نفس الطبخة بطباخين جدد".
وقال سامي القرجي، (29 عاماً)، تاجر، كفرنبل، ريف إدلب، إنه "بالرغم من فقدان الأمل بأن يأتي المؤتمر بحل، لكنني مهتم بمجريات ما يحدث في أستانة، وأرحب بأي اجتماع حتى لو كان بين شلة أصدقاء لحل لقضيتنا. أنا أبحث عن أي سبيل للحل وأعرف أن التفاوض ليس أقوى طريق له، لكن فرقة فصائلنا العسكرية واقتتالهم الدائم في ما بينهم أضعف ثقتنا بهم وجعل عقولنا تتجه للتفكير بالتفاوض".
من جهتها، قالت حياة الجندي، (48 عاماً)، مدرسة، أريحا: "ليست لديّ أدنى ثقة بمن يفاوضون باسمنا من الطرفين، لو أن أياً منهم اهتم لأمر هذا الشعب لتوقفت الحرب منذ زمن، هم لا يكترثون إلا لمصالحهم ومصالح داعميهم، وهم الآن يتقاسمون الحصص".
أما عماد عبد الغفور، (35 عاماً)، بائع، مخيم أطمة في ريف إدلب، فأكد أن أستانة بيع وشراء، "ما أريد أن أقوله لهم: إنكم لم تتركوا شيئاً فعلى ماذا تتفاوضون؟ بيوتنا صارت في الأرض، أولادنا تفرقنا عنهم، كل شيء سرق وبيع، حتى أرواح الناس، يريدون أن يساعدونا فليرحلوا، لقد تعبنا"، فيما أيّد كامل بدوي، (35 عاماً)، سائق، ريف دمشق، كل ما يمكن أن يوقف الذبح والقتل والقصف، "لقد اكتفينا من الموت، نريد أن نتنفس، نريد أن نعيش حياة طبيعية لا نظل هاربين من الموت، نريد أن ننسى الخمس سنوات السابقة، ونعمل من جديد ونعيش. والمعتقلون حان الوقت لإخراجهم، ألا يكفيهم؟".
وعبر مهند الحدادي، (31 عاماً)، مهندس، درعا عن رغبته في أن يحقق المؤتمر الأهداف المعلنة عنه، كوقف إطلاق النار وفك الحصار عن المناطق، لكني لا أعول على تحقيقها إلا بتثبيت وقف إطلاق النار، لسبب رئيسي هو أن المجرم الروسي هو من يرعى المؤتمر.
وأكدت أمل طالب، (43 عاماً)، مهندسة، دمشق: "نحن بالطبع مع الحل السياسي، فالدم لا يجلب إلا الدم، ما نريده هو حل قضية المعتقلين، زوجي ومئات الآلاف غيره، في كل مؤتمر يقولون إنهم يناقشون هذه القضية، لكن أحداً لم يتقدم شعرة في هذا الموضوع، إلى متى ستترك مئات آلاف الأرواح بيد النظام ليستخدمهم في ألعابه السياسية؟ أملي ليس كبيراً بالفصائل العسكرية فطوال السنوات الماضية كانت تجري عمليات مبادلة مع النظام لمن يهم أمره فقط، وباقي المعتقلين لم يكترث لأمرهم أحد".
من جانبه، تساءل سفيان الشيخ، (41 عاماً)، تاجر ونازح في ريف حلب، "من يصدق أن السوريين طرف في المفاوضات، نحنا موضوع المفاوضات لا أكثر، دول أرسلت وفد النظام ودول أرسلت وفد المعارضة، كل ما يقال ويحدث الآن شكلي ومسرحية هزلية، القرار اتخذ بين الدول الكبرى ويأتي هؤلاء ليعلنوه بينهم. توقعي أنهم سيعلنون أنهم سيحاربون الإرهاب ولا شيء مما يهمنا كسوريين".
وتوقع صهيب طرابيشي، (26 عاماً)، طالب ماجستير من حلب، أن يكون هذا المؤتمر بداية دخول سورية للمرحلة الانتقالية، "ربما سيكون أفضل ما فيها هو إيقاف حمام الدم والقصف، لكنها لن تتوافق مع ما نتوق له كسوريين، من الحرية والعدالة والديمقراطية، طالما أن أمراء الحرب هم من سيحكمون".