أحمد (42 عاماً)، عامل بناء سوري، عاش حياة عادية مع أسرته، لكنه اضطر لمغادرة البلاد بسبب الحرب، ليستقطب اهتمام وسائل الإعلام عند وصوله إلى اليونان.
فالرجل صاحب الأصول الكريتية، أثار استغراب سكان جزيرة كريت بقدرته على تكلم لغتهم بلهجة قديمة جداً، إذ أجبر أجداده على مغادرتها قبل 130 عاماً.
ونشرت "بي بي سي" قصة مطولة عن أحمد، فعندما دخل إلى متجر صغير في خانيا، وبدأ بالتحدث، أثار دهشة صاحب المتجر، إذ بدت له بعض الكلمات غير مألوفة وقديمة جداً، وكأن الرجل أمامه جاء من عصر آخر، واستغرب أن شخصاً يتحدث بهذه اللهجة القديمة في أيامنا هذه.
وكان أحمد قد تعلم اللغة الكريتية من والديه الذين عاشا في سورية، وقال "لقد ولدنا وكبرنا في سورية وتعلمنا اللغة العربية في المدارس، لكننا كعائلة، كنا دائماً نتحدث اللغة اليونانية باللهجة الكريتية في المنزل، ما جعل الثقافة الكريتية حية بيننا. فقد تعلم أطفالنا الرقصات اليونانية وحفظوا بعض الأشعار الكريتية القصيرة التي تعرف باسم "مانتياديس"، كما أن آباءنا خلّفوا وراءهم الكثير من العادات اليونانية من رقصات ووصفات للأطعمة التقليدية، مثل طبق القواقع المقلية والتزاوج فيما بينهم من داخل العائلات الكريتية الموجودة في سورية"، وقليلاً ما يتزوج الكريتيون من غيرهم، فزوجته ياسمين أيضاً كريتية الأصل، بحسب "بي بي سي".
وتعود جذور القصة إلى عام 1890 عندما أجبر جد أحمد على مغادرة كريت، عندما انهارت الإمبراطورية العثمانية، التي كانت كريت جزءاً منها على مدار قرنين، إذ تحول ربع السكان تقريباً إلى الإسلام، ومنهم جد أحمد، الذي طرد من الجزيرة مثل بقية المسلمين خلال الانتفاضات في أواخر القرن التاسع عشر.
وتمكن أحمد من زيارة قريته التي خرج منها جده، وبدأ مع أسرته بتعلم القراءة والكتابة باللغة اليونانية الحديثة، إذ إنهم يجيدون الكلام باللغة القديمة فقط.
(العربي الجديد)