رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن تسوية الوضع في ليبيا "تتطلب وقفاً فورياً لأعمال القتال" ومحاولات الطرفين، أي قوات حكومة "الوفاق" بقيادة فايز السراج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، للتقدم في أي اتجاه.
وقال لافروف، في ختام محادثاته مع وزراء خارجية "ترويكا" الاتحاد الأفريقي (جمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وجنوب أفريقيا) بنظام مؤتمر الفيديو: "يمكن تحقيق ذلك على الأرض بطريقة واحدة فقط، هي الوقف الفوري لأعمال القتال ومحاولات كلا الطرفين لتحقيق تقدم مجموعاتهما المسلحة في أي اتجاه غرباً وشرقاً".
وأضاف: "للأسف، إنّ إقرار محاورينا بالحقيقة البديهية لعدم وجود حل عسكري للنزاع الليبي لا يترجم إلى أعمال فعلية".
وتطرّق لافروف إلى المحادثات الليبية - الليبية الفاشلة التي انعقدت في موسكو، قبيل مؤتمر برلين، مطلع العام الجاري، قائلاً: "كان الجيش الوطني الليبي (يقصد قوات حفتر) يعتبر آنذاك أنّ مواقفه على الأرض أفضل، فلم يكن مستعداً للتوقيع على مثل هذا الاتفاق الذي كان يقبله السراج. والآن الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) مستعد، حسب تقديراتنا، للتوقيع على اتفاق مثل هذه الوثيقة للوقف الفوري لأعمال القتال، ولكن الحكومة في طرابلس لم تعد ترغب في ذلك، أملاً في حل عسكري ما".
وتابع: "يعمل زملاؤنا الأتراك مع حكومة الوفاق الوطني على هذا المسار. نأمل تمكنهم من التوصل إلى الحل الصائب الوحيد في الظروف الراهنة".
واشنطن تعرقل تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا
كما اتهم لافروف الولايات المتحدة بمحاولة "عرقلة" تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، مشيراً إلى أن الإجراءات الأميركية تعطي انطباعاً عن محاولات "التدخل" في تعيين ممثل خاص جديد للأمم المتحدة في ليبيا.
وأضاف: "مضى نصف عام بالفعل ولم يستطع الأمين العام للأمم المتحدة، تعيين مبعوث خاص جديد في ليبيا. فقد تم ترشيح وزير خارجية الجزائر ووزير خارجية غانا السابق، إلا أن واشنطن رفضت دعمهما".
وتابع لافروف: "انطباعنا هو أن زملاءنا الأميركيين يحاولون تهميش الأمين العام السيد (أنطونيو) غوتيريس".
وشنت مليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس في 4 إبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، وأحدث دمارا واسعا، قبل أن يتكبد خسائر كبيرة، وتبدأ دعوات عديدة حاليا للحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.