يواصل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جولته الخليجية، قادما اليوم الثلاثاء من السعودية إلى الكويت، بعد أن عقد أمس الاثنين، محادثات في كل من الدوحة والرياض اللتين تمران بأزمة غير مسبوقة في العلاقات على خلفية الحصار المفروض على قطر.
وفي هذا الإطار، رأت صحيفة "كوميرسانت" الروسية في عددها الصادر اليوم، أن "جدول الجولة يبدو وكأنه محاولة لمد الجسر بين الجارتين المتخاصمتين"، مذكرة بأن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطعت في صيف 2017 العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وكذلك أوقفت حركة النقل معها، وفرضت حصارا اقتصاديا عليها.
وفي مقال بعنوان "بين السمو والجلالة"، نقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن وصول لافروف إلى السعودية قادما من قطر، أثار حفيظة الرياض، بينما يبقى السؤال الرئيسي ما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيكرر الأمر عند زيارتيه المرتقبتين إلى البلدين.
وعلى الرغم من قبول بوتين الدعوتين لزيارة السعودية وقطر، إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في صعوبة وضع أجندة للقمتين، في ظل بطء تطور التعاون بين روسيا ودول الخليج.
وفي هذا السياق، قال الخبير في "المجلس الروسي للشؤون الدولية"، يوري بارمين، لـ"كوميرسانت"، إن "الاتفاقيات السابقة التي تم إبرامها أثناء زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو (أكتوبر/تشرين الأول 2017)، أسفرت عن توقعات كثيرة لم تتحقق، سواء في مجال الاستثمار أو التعاون العسكري التقني وغيرهما. كما أن التعاون العسكري التقني مع قطر بات عالقا أيضا. لا تأكيدات أو اتفاقيات جديدة يمكن توقيعها في إطار زيارة الرئيس".
أما المشكلة الثانية التي لا تزال تخيم على العلاقات الروسية الخليجية، فهي تباين الرؤى حول مستقبل سورية. وذكرت "كوميرسانت" في هذا السياق: "من ناحية، لم تعد الدوحة والرياض تطالبان بالاستقالة الفورية للرئيس السوري، بشار الأسد، ولكنهما لا تزالان أشد المعارضين لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، كما أنهما لا تريدان الاستثمار في إعادة إعمار المناطق الخاضعة لسيطرة الرئيس الأسد".
وأشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" هي الأخرى إلى أن لافروف بدأ جولته من قطر التي تعد "أشد خصوم النظام السوري بين دول الخليج"، دون أن تستبعد أن تتم الاستعانة بالدول الخليجية بصفة "مراقب" في عملية أستانة للمحادثات بين النظام والمعارضة المسلحة بوساطة روسيا وتركيا وإيران.
وفي مقال بعنوان "روسيا تحاول إنعاش التحالف مع تركيا وإيران"، اعتبر كاتبه أن اهتمام روسيا بالاستعانة بالسعودية والإمارات لا يقتصر على تمويل إعادة إعمار شمال شرق سورية، وإنما يأتي أيضا كـ"عامل ردع طموحات إيران الخارجة عن السيطرة"، على حد تعبيره.
وبحسب وكالة "تاس" الرسمية الروسية، فإن محادثات لافروف في الكويت اليوم، ستتركز أيضا على الوضع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لاسيما سورية، بالإضافة إلى إنماء التجارة البينية، والتنسيق في الأمم المتحدة وسوق الطاقة، كما قد تتناول المباحثات مصير سيدة الأعمال الروسية، ماريا لازاريفا، التي تواجه السجن لمدة عشر سنوات في الكويت بتهمة "اختلاس الأموال".