كان له حياة جميلة. عائلة صغيرة، وبيت مع نباتات يسقيها صباح كل يوم. كان يحب عمله. يكتب للعالم ما يجري في مدينته المنسية، والمتروكة للبراميل المتفجرة أو لسكاكين الخليفة والبرابرة الذين يرافقونه. كان يقول إن العالم يجب أن يعرف ما يحصل. يرسل مقاله باسم مستعار وبطريقة سرية. ينشر على حسابه على مواقع التواصل باسم وهمي أيضاً. هو سوري، أو ربما عراقي، من الرقة، من حمص، أو حلب أو من الموصل. نحن لا نعرفه. لم نعرفه إلا عندما أصبح رقماً، أو صورة مبستمة تتداولها الصحافة الغربية متفجعة على مصير "حرية الصحافة" في العالم العربي.
تتفجّع الصحافة علينا، نحن الأرقام... لا مكان لنا على الصفحات الأولى طبعاً. الصفحات الأولى مخصصة لأخبار أخرى عن منطقتنا. "تقارب بين روسيا والمعارضة السورية" مثلاً... أو "مقاتلات كوباني الكرديات" مثلاً أيضاً. وحدها التقارير الحقوقية تنصفنا. لكن من يقرأ التقارير الحقوقية؟
يأتي الصحافيون الغربيون إلينا. يعيشون بيننا، بنظارتهم الشمسية وملابسهم المخصصة للـ war zones... يكتبون مقالاتهم على تلك الحواسيب (البيضاء في أغلب الأحيان)، ويرسلونها إلى صحفهم. ثم يعودون من حيث أتوا. ننتهي. تنتهي قصصنا.
"76 ألف شخص قتلوا في العراق وسورية عام 2014"، تعنون الصحف الغربية صبيحة العام الجديد. 76 ألفاً. لا تسألوا أكثر: من هم؟ ما هي قصصهم؟ لماذا قتلوا؟ نحن 76 ألفاً. الرقم كبير... دعوا الإعلام الغربي يتفجّع... وفي العام 2015 حاولوا ألا تموتوا بهذه الأرقام الكبيرة. قلب الإعلام الغربي الصغير، لا يحتمل.
تتفجّع الصحافة علينا، نحن الأرقام... لا مكان لنا على الصفحات الأولى طبعاً. الصفحات الأولى مخصصة لأخبار أخرى عن منطقتنا. "تقارب بين روسيا والمعارضة السورية" مثلاً... أو "مقاتلات كوباني الكرديات" مثلاً أيضاً. وحدها التقارير الحقوقية تنصفنا. لكن من يقرأ التقارير الحقوقية؟
يأتي الصحافيون الغربيون إلينا. يعيشون بيننا، بنظارتهم الشمسية وملابسهم المخصصة للـ war zones... يكتبون مقالاتهم على تلك الحواسيب (البيضاء في أغلب الأحيان)، ويرسلونها إلى صحفهم. ثم يعودون من حيث أتوا. ننتهي. تنتهي قصصنا.
"76 ألف شخص قتلوا في العراق وسورية عام 2014"، تعنون الصحف الغربية صبيحة العام الجديد. 76 ألفاً. لا تسألوا أكثر: من هم؟ ما هي قصصهم؟ لماذا قتلوا؟ نحن 76 ألفاً. الرقم كبير... دعوا الإعلام الغربي يتفجّع... وفي العام 2015 حاولوا ألا تموتوا بهذه الأرقام الكبيرة. قلب الإعلام الغربي الصغير، لا يحتمل.