إذ اعتبر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، اليوم الإثنين، "أننا في هذا الشرق منبع المياه والحياة، وإذا جف فلن تجري المياه في مجاري الكنيسة المسيحية العالمية، كما أننا الأساس وينبوع الحياة، وإذا اعتقد أحدهم أنه بانتهائنا يبقى هناك من مسيحية في العالم فهو مخطئ، لأن بداية الرسالة انطلقت من هذا الشرق مع الرسل لتنتشر في العالم أجمع ولا يزال منبع الرسالة من هذه الأرض المقدسة".
ورأى باسيل أنّ "مسيحيتنا هي مشروع حياة واعتراف بالآخر والقبول به وغنى بهذا التعدّد، إنما التعدد والقبول بالآخر لا يعنيان أبداً إلغاء الآخر لك، لذلك، إنّنا اليوم مدعوون إلى القيام بفعل إرادة ومقاومة من أجل بقائنا ووجودنا الحر، والمعركة ليست على مستوى آني، بل هي معركة استمرارنا ووجودنا ونحن نقوم بها باسم جميع المسيحيين في العالم".
وأضاف باسيل، أنّه "اليوم هناك (داعش) يهدم كنائسنا في الشرق، وهناك (داعش) الذي يهدم مشاركتنا في لبنان، هناك (داعش) يخطف في الشرق وفي الموصل وفي العراق وفي سورية وغيرها وهناك (داعش) يخطف دورنا في لبنان، هناك (داعش) يأخذ إرثنا وتراكمنا الحضاري الكبير الذي بنيناه خلال آلاف السنين في هذا الشرق، وهناك (داعش) أيضاً يأخذ أغلى ما لدينا في هذا البلد وهي كرامتنا ووجودنا الحر يحاول سلبنا إياه".
اقرأ أيضاً: الحكومة اللبنانية تجتمع ولا تقرر: خسائر بمئات ملايين الدولارات
بدوره، رأى وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن (ممثل حزب الله) أن "وجه المنطقة الذي بدأ يتغير، والتبدلات العسكرية والأمنية فيها، لم تكن لتحصل لولا الصمود وإسقاط المشروع في سورية، والذي ما كان ليحصل بدوره، لولا التضحيات الكبيرة للشعب والجيش في سورية وللمقاومة". وأضاف خلال احتفال تأبيني في بلدة شمسطار، أن هذا التغيير الذي "بدأ العالم يتحدث عنه، لم يحصل لأن ضميراً استيقظ في أميركا أو أوروبا أو في دول عربية وإسلامية، بل لأن هناك من صنع انتصاراً عسكرياً حقيقياً في سورية"، مشيراً إلى أن "هذا الانتصار لن يقتصر على منطقة معينة كالزبداني والقلمون، بل سيستكمل على كل المساحة في سورية".
وتساءل الحاج حسن: "ماذا لو لم نقاتل في سورية، ولم نبادر إلى الدفاع عن المقاومة فيها؟ ألم تكن الرقة ونينوى وما يرتكبه فيهما التكفيريون من جرائم بحق شعبهما هي حالنا في لبنان؟". وأكّد أن "ما يجري في سورية من تدمير وخراب على أيدي الجماعات الإرهابية هو مطلب أميركي وصهيوني، والحرب فيها ليست بغرض الإصلاح والحرية والديمقراطية، بل أن أصل المشروع هو العدوان على المقاومة"، داعياً "الدول العربية التي تتحدث عن ديمقراطية سورية أن يبادورا في بلادهم إلى تطبيق الديمقراطية، وأن يتوقفوا عن الوراثة الملكية والأميرية في دولهم حتى نصدق حديثهم".
وفي السياق عينه، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابية) النائب نواف الموسوي: "لقد استجبنا للنداء الواجب في مواجهة التكفيريين لضرورة حماية المقدسات، فكافأنا الله بأن حمى مناطقنا من أن تكون عرضة للهجوم المباشر من المجموعات التكفيرية، ففي العراق يفوقنا عدد أمثالنا 18 ضعفاً، ولكن لأنّهم لم يبادروا إلى مقاتلة التكفيريين في عقر دارهم بلغت سكاكين التكفير تخوم النجف وكربلاء فضلاً عن سامراء وسقطت الموصل ومعظم الأراضي العراقية في يد هؤلاء التكفيريين، وفي المقابل نحن حمينا الهرمل وبعلبك وصور وزحلة وكل قرانا ومدننا المسيحية منها والسنية من أن يصلوا إليها، ولو أننا لم نقاتل في سورية لكانت الصورة التي رأيناها منذ عام في العراق يمكن والعياذ بالله أن تتكرر، فنشاهد الجحافل التكفيرية تقتحم المدن والقرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وشرقاً وغرباً، ولذلك فإننا إذا كنا نتمتع اليوم بهذا الاستقرار والأمان في لبنان الذي ينعم به الجميع من الطوائف كلها، فهو بفضل هؤلاء الشهداء وأمثالهم الذين لولاهم ما كنا قادرين اليوم على البقاء لا في قرانا ولا مدننا".
واعتبر الموسوي، أن المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية "التي نعيشها هي وجه من وجوه الحرب علينا، والمطلوب أن يصل كل واحد منا لأن يصبح كل همه هو طريقة إزالة أكياس النفايات من أمام منزله قبل أن يفكر بأي شيء آخر، فيهمل موضوع إسرائيل والتكفيريين وغيرها، وهذه خطط سبق أن اعتمدت عبر تجويع الناس ليصبح همهم الرغيف وتهديم بيوتهم ليصبح همهم السكن، لكننا نحن من مدرسة نموذجها هو الإمام الحسين واعتادت على العطش في حرب الصحراء وهي تدافع عن المبادئ العليا".
اقرأ أيضاً: لبنان: اللغة الطائفية آخر أوراق عون السياسية والشعبية