بعد ساعات فقط من تمكن الجيش اللبناني من القاء القبض على القيادي في كتائب عبد الله عزام، نعيم عباس، بثّت الكتائب، التي تعتبر جناح القاعدة في لبنان، عبر حسابها على موقع "تويتر" شريطاً مصوراً جديداً عن التفجير الانتحاري المزدوج، الذي استهدف السفارة الإيرانية في العاصمة اللبنانية، بيروت، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وقدمت الكتائب الشريط تحت اسم "مؤسسة الأوزاعي للإنتاج الإعلامي"، التي ستكون، وفقاً لما أكدته، "منبراً لإظهار الحقائق، وتبيان الوقائع، ونشر أخبار العمل العسكري للمجاهدين".
والشريط (مدته ١٨ دقيقة)، يُظهر مشاهد تلت الانفجار المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية، فضلاً عن مشاهد للقصف الذي يطاول المدن السورية، ومقتطفات من كلام الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، ومشاهد لقتلى في العراق.
ويظهر في الشريط الانتحاري معين أبو ظهر، الذي نفذ أحد هجومي السفارة، وهو يشرح أسباب قيامه بالعملية. ومما قاله أبو ظهر، الملقب بـ"أبو أويس الصيداوي"، إنه قرر محاربة "الدولة المجرمة" بسبب محاربتها للمسلمين، وتواطئها مع اميركا في احتلال افغانستان والعراق، ودعمها للحوثيين في اليمن، ودعمها للنظام النصيري لقتل أهلنا وإخواننا في سوريا، وبسبب دعمها لـ"حزب الله" في لبنان، وحماية الحدود في الجنوب مع العدو الصهيوني والتضييق على علمائنا وقتل شبابنا وزجهم في السجون".
كما يتطرق في الشريط إلى مشاركته في معركة عبرا (منطقة صيدا)، التي اندلعت العام الماضي بين الجيش اللبناني ومقاتلين من جماعة الشيخ أحمد الأسير، الذي فرّ بعد المعركة إلى منطقة مجهولة. ويشير أبو ظهر إلى تورط حزب الله في المعارك برعاية من الجيش اللبناني.
ويتحدث أبو ظهر عن مطلبين، لو تحققا سيتم تعليق العمليات الانتحارية، وهما "سحب حزب الله لمقاتليه من سوريا وفك أسر معتقلينا في السجون اللبنانية، وتحديداً سجن رومية".
ويهدد في نهاية كلامه كلاً من الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، ورئيس المجلس النيابي ورئيس حركة "أمل" نبيه بري، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أنهم لن يكون بمقدورهم توقيف الكتائب "حتى يعود أهل السنة اعزاء".
كذلك يظهر في الشريط، عدنان المحمد، الملقب أيضاً بأبو سفيان الشامي، وهو المنفذ الثاني في الهجوم المزدوج. وبينما عرضت مشاهد له وهو يتوسط عدداً من المقاتلين في التنظيم، لم يدل بأي حديث على غرار أبو ظهر.
ومما تضمنه الشريط المصور أيضاً مقتطفات من حديث سابق لأمير كتائب عبد الله عزام، ماجد الماجد، الذي أعلنت وفاته قبل أسابيع نتيجة تردي وضعه الصحي بعد القاء القبض عليه من قبل الجيش اللبناني، فضلاً عن مقتطفات لحديث الشيخ سراج الدين زريقات، المنتمي للتنظيم. والأخير كان أول من أعلن عن تبني الكتائب للتفجير المزودج للسفارة الإيرانية الذي أودى بحياة 23 شخصاً فضلاً عن جرح 146 شخصاً.