تظاهر مئات اللبنانيين في ساحة رياض الصلح، وسط بيروت، اليوم الإثنين، رغم رفع السلطة لجدار من الإسمنت يفصل الساحة عن مقر رئاسة الحكومة، وذلك بعد إعلان حملة "طلعت ريحتكم" عن ملاحقة كل "المتورطين في إقرار مناقصات إدارة ملف النفايات قانونياً".
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو لاستقالة وزير الداخلية نهاد المشنوق بسبب استعمال رجال الأمن للعنف المفرط، وكذلك طالبوا باستقالة وزير البيئة نهاد المشنوق بسبب فشله في إدارة ملف النفايات.
كما طالب المعتصمون ببطلان مناقصات النفايات بسبب شبهات الفساد ومصادرة قرار البلديات التي من مهمتها إدارة ملف النفايات.
ونادى المتظاهرون لإسقاط النظام الطائفي ورددوا شعارات تندد بالجدار الذي رُفع، قائلين "يسقط يسقط حكم الأزعر".
كما نظم المعترضون مسيرة من أمام قصر العدل إلى ساحة رياض الصلح للمطالبة بمحاسبة من أطلق النار واعتدى على المتظاهرين ومن أعطى القرار بذلك ومن لم يمنع ذلك وموقعه يسمح بهذا الأمر.
وكانت حملة "طلعت ريحتكم" قد أعلنت عن ملاحقة كل "المتورطين في إقرار مناقصات إدارة ملف النفايات قانونياً"، ووصفت الحملة في مؤتمر صحافي عقدته، بعد إعلان نتائج المناقصات بـ"السطو المسلح على أموال البلديات، من خلال مصادرة حصصها في الصندوق البلدي المُستقل".
ورأت الحملة أن "الحكومة ردت على الحراك الشعبي المدني بتصعيد أعمال العنف لتشويه الحراك الشعبي وافتعال المواجهات، واستعجلت إنجاز الصفقة وفض العروض، وحاولت تحويل الموضوع إلى صراع طائفي، والتهويل بمخاطر مالية تواجه موظفي القطاع العام على قاعدة: نحن أو الفوضى".
كما طالبت الحملة بـ"إعلان إلغاء المناقصات وإعادة إدارة ملف النفايات إلى البلديات، والإفراج عن حصصها في الصندوق البلدي المستقل، ومحاسبة وزير البيئة على فشله في إدارة الملف".
كما دعت الحملة البلديات إلى"الانضمام إلى الحملة من خلال مقاضاة السلطة الإجرائية التي صادرت أموالهم".
إلى ذلك، جددت الحملة دعوة المواطنين للتظاهر يوم السبت، في مكان يُعلن عنه لاحقاً.
وكان وزير البيئة، محمد المشنوق، قد أعلن بعد انتهاء اجتماع فض العروض المالية لمناقصات معالجة النفايات، عن "فوز شركة لافاجيت بمناقصة بيروت، وشركة رياض الأسعد في الشوف، وجهاد العرب في البقاع وباتكو في الشمال وشركة اندفكو في المتن وشركة شريف وهبي" في الجنوب.
واعتبر المشنوق أن "إعلان النتائج يفتح صفحة جديدة للبنانيين، في تاريخ إدارة قطاع النفايات الصلبة".
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان رئيس الحكومة، تمام سلام، تسريع إعلان نتائج المناقصات من الثلاثاء إلى الإثنين، خلال كلمة وجهها للبنانيين بعد اعتداءات قوى الأمن الداخلي على متظاهري حملة "طلعت ريحتكم" يوم السبت.
وتمتلك شخصيات مُقربة من الأحزاب السياسية اللبنانية أغلب الشركات التي فازت بالمناقصات، حيث توزعت إدارة ملف النفايات في المناطق بحسب سيطرة الأحزاب السياسية فيها.
يمتلك آل أزعور المقربون من آل الحريري شركة "لافاجيت"، كما يشكل المقاول جهاد العرب أحد الرموز المالية لآل الحريري، وقد استلما ملف النفايات في بيروت والبقاع. أما شركة "إندفكو" فتعود إلى حبيب فرام المقرب من "تكتل التغيير والإصلاح"، ويُعرف شريف وهبي الذي تولى ملف النفايات في الجنوب بقربه من رئيس مجلس النواب، ورئيس حركة أمل، نبيه بري.
من جهةٍ أخرى، دعا رئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمام سلام، إلى جلسة استثنائية للحكومة عند العاشرة من يوم غد، الثلاثاء، وذلك للبحث في وضع النفايات الكارثي، ولاتخاذ القرارات المناسبة بشأن المناقصات العائدة لخدمات النفايات المنزلية الصلبة.
في سياق آخر، زار رئيس الجمهورية السابق، ميشال سليمان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني، سمير مقبل، قائد الجيش، العماد جان قهوجي، وأعرب سليمان عن ثقته "الكاملة بدور الجيش اللبناني وسائر الأجهزة الأمنية في الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي في البلاد، على الرغم من المصاعب الداخلية التي تمر بها على أكثر من صعيد"، داعياً إلى "التفاف جميع اللبنانيين حول المؤسسة العسكرية، التي تشكل صمام وحدة الوطن وأمنه واستقراره".
كما جال قهوجي على فوج التدخل الثالث في الجيش اللبناني في بيروت، مشدداً على أهمية حماية التظاهرات السلمية، مؤكداً أن الجيش لن يتهاون مع "المخلين بالأمن أو المندسين بين المتظاهرين".
اقرأ أيضاً: عودة الهدوء إلى بيروت..وعشرات الموقوفين من "مثيري الشغب"