بدأ أهالي بلدة القاع (على الحدود الشرقية مع سورية)، مراسم تشييع ودفن القتلى الخمسة الذين سقطوا في الهجوم الانتحاري، الذي شنّه مقاتلون من الأراضي السورية على البلدة، فجر الاثنين الماضي.
وتسير عملية التشييع بمؤازرة القوى الأمنية ووحدات من الجيش، ووسط تشديدات مكثفة اتّخذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية تحسباً لأي طارئ قد يحصل، مع العلم أنّ الاعتداء الانتحاري تكرّر مساء الاثنين ــ الثلاثاء، من دون أن تتمكن الدولة من حماية أهالي القاع بشكل كامل.
ووصلت قبل قليل جثامين القتلى البلدة، وسط حضور شعبي وسياسي من كل لبنان تضامناً مع ما مرّت به القاع في الأيام الماضية. مع العلم، أنّ الأهالي اضطروا في الساعات الماضية إلى حمل السلاح للدفاع عن منازلهم بتغطية سياسية وحزبية، وهو ما كرّس عجز الدولة على المستوى الأمني.
وعلى المستوى السياسي، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، على أنّ "أهلنا في القاع، عندما دعا داعٍ، أو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، كانوا فعلاً للمقاومة جاهزين ولم يموتوا إلاّ واقفين".
وأكد بري، خلال لقاء الأربعاء النيابي (لقاء دوري يجمع رئيس البرلمان بممثلي الكتل النيابية)، على أنه "في مقابل الاستهداف الانتحاري الإرهابي لأمن واستقرار لبنان، نحن نمارس انتحاراً منذ أكثر من سنتين ونصف من خلال الشغور الرئاسي وتعطيل المؤسسات".
وفي الإطار نفسه، انتقد عضو كتلة تيار المستقبل، النائب أحمد فتفت، تسلّح الأهالي وتغطية هذا المشهد من بعض القوى السياسية، معتبراً أنّ "الأمن الذاتي ليس هو الحل، بل الحل هو الدولة والمؤسسات الأمنية والجيش اللبناني الوحيد القادر على مجابهة الإرهاب، وما يحتاجه الأمن اللبناني هو الأمن السياسي والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن".