لم يكن ليل بلدة القاع القريبة من الحدود السورية، أفضل من فجر يوم أمس. فالبلدة التي استيقظت على أربعة انتحاريين فجر الاثنين، استهدفها مجددا الانتحاريون ليل أمس، الأمر الذي أعطى زخماً لدعوات الأمن الذاتي، ما ترجم بظهور عشرات المسلحين. فيما طلب الجيش اللبناني تأجيل الدفن الرسمي والشعبي لضحايا الهجمات الذي كان يفترض أن يجري عصر اليوم الثلاثاء.
وبعد هجمات الليل، انطلقت دعوات الأمن الذاتي، فانتشر المسلحون في داخل البلدة، إن من أبنائها، أو من أبناء البلدات المجاورة. ولم يقتصر الأمر على ردات الفعل الشعبية، بل إن انتشار المسلحين حصل على غطاء سياسي. فقد أمضى النائب عن القوات اللبنانية، أنطوان زهرا، الليل إلى جانب أبناء البلدة وحمل السلاح معهم.
وانتشر مسلحون تابعون لحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى جانب انتشار كثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام أن قوة كبيرة من الجيش دخلت مشاريع القاع، وباشرت عملية تفتيش واسعة في مخيمات اللاجئين السوريين بحثا عن أسلحة ومطلوبين.
اللاجئون
وعززت الهجمات الموقف السلبي من اللاجئين السوريين؛ فقد أعلن محافظ بعلبك- الهرمل، بشير خضر، حظر التجول على اللاجئين السوريين في منطقتي القاع ورأس بعلبك، من دون أن يُحدد مهلة زمنية لذلك. ويعيش في هذه المنطقة عشرات آلاف اللاجئين السوريين. كما أعلنت بلدية الهرمل، شرق لبنان، حظر تجول السوريين لمدة ثلاثة أيام، وذلك في ظل غياب أي بيان رسمي عن وزارة الداخلية اللبنانية.
أولوية الأمن
سياسياً، يبحث مجلس الوزراء، الذي يجتمع صباح اليوم، الهجمات الانتحارية. وقد دعا عدد من الوزراء إلى أن تُعطى الأولوية للوضع الأمني، لكن كان لافتاً موقف وزير العمل، سجعان قزي، الذي قال قبل دخوله الجلسة، إن الوقت "ليس لبحث تنظيم إقامة النازحين في المخيمات، بل لإعادتهم إلى أرضهم وضبط انتشارهم العشوائي".
من جهته، رأى النائب وليد جنبلاط، أنه "آن الأوان للخروج من النقاش السياسي الحالي ومن تبادل الاتهامات.. وليكن انتخاب رئيس بأي ثمن كي لا نصل إلى يونيو/حزيران 2017 إلى انتخابات نيابية على قانون الستين، وفي غياب رئيس تبقى هذه الحكومة وتصبح بحالة تصريف أعمال". وختم تغريدات له على حسابه على موقع "تويتر" بالقول إن أهم شيء في "السياسة قبول مبدأ التسوية ولو تبدو مرّة للوهلة الأولى".