واعتبر بري أنه "حريٌ بنا كلبنانيين، قبِلنا بالجلوس على طاولة الحوار، أن نتّعظ ممّا يجري من حوار على مستوى الكبار في نيويورك، فلا يجوز أن يذهب العالم بأسره على اختلافه وانقساماته إلى الحوار من أجل إنجاز التسويات، وأن يعود اللبنانيون من حوارهم خاليي الوفاض". ورأى أن المطلوب هو أن "نقدم للعالم صورة وحقيقة مفادها أن اللبنانيين قادرون على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز استحقاقاتهم بأنفسهم مقدمين مصلحة وطنهم وسلمهم الأهلي على أي مصلحة أخرى".
وأشار بري إلى أن من يعتقد في الداخل أن طاولة الحوار هي "لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني" مخطئ، واعتبر أنها "لاستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيّرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم، وطاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوفر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورين، وإنني مؤمن بأن النوايا صادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان".
من جهته، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله البرلمانية)، النائب محمد رعد، أن "لا أمن ولا استقرار إلا حين يخرج الإرهاب من أرضنا، فالتكفيريون لا يمكن العيش معهم، فهم يشكلون خطرا على الأمن الوطني والإقليمي وحتى الدولي".
واعتبر رعد، خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله، أن رهانات الجميع سقطت في سورية، "وبدأ الكل يعيد النظر في سياساته ويحاول أن يحجز موقعا له في المعادلة الجديدة التي رسمتها قوى الممانعة والمقاومة والصمود، والتطور الأخير الذي حدث في سورية مع استقدام دعم نوعي تسليحي مع أطقمه من روسيا يكاد يفتح الصفحة الأخيرة في الأزمة السورية التي ستنعكس تداعياتها على لبنان". واعتبر أنه في ظل هذه المعطيات "ثمة من لا يزال في لبنان يرفض أن نصل عبر الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري من إجل إنقاذ البلد قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه وقبل أن يتحرك القطار في غير الاتجاه الذي يحقق مصالح اللبنانيين".
وقال رعد إن حزب الله يريد "رئيسا للجمهورية يحمل عقلا سياديا لا يملك قراره أحد في الدنيا، قد نختلف معه وقد نتفق، لكن عندما نشعر أنه سيادي يملك قناعته الوطنية وقراره الوطني ولا يأخذ الإملاءات من هذا الطرف أو ذاك، حينها يمكن أن نناقشه وأن نتبادل وجهات النظر معه، ومن السهل أن يقتنع بوجهة النظر الصائبة التي تحقق مصلحة الوطن".
اقرأ أيضا: سلام: أثر اللجوء السوري كان مدمّراً على التنمية بلبنان