رأت "حركة أمل" اللبنانية، في بيان، اليوم الإثنين، أن "ما جرى تداوله من كلام صادر عن رئيس (التيار الوطني الحر)، وزير الخارجية جبران باسيل، يحمل أبعاداً خطرة تهدد وحدة البلد واستقراره وأمنه"، بينما تظاهر أنصاره في شوارع بيروت.
وأشارت إلى أن "كلام باسيل دعوة مفتوحة لفتنة ستأخذ في طريقها كل ما أنجز على مستوى البلد وتذكرنا بحرب التحرير والإلغاء"، ودعت "أمل" في بيانها، من يعنيهم الأمر إلى "كبح جماح الرؤوس الحامية والواهمة وتدارك الأمور قبل فوات الأوان".
وشهدت عدة مناطق في العاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجات متفرقة لعناصر وأنصار "حركة أمل"، احتجاجاً على تسريبات باسيل، وهو يشتم بري. وقام أنصار أمل بإشعال إطارات مطاطية أمام مقر "التيار الوطني الحر" الذي يترأسه باسيل في منطقة المصيطبة في بيروت، وعلى تقاطع "بشارة الخوري" أيضاً.
وتواصلت التحركات الاحتجاجية لأنصار "حركة أمل" التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام بعض مراكز "التيار الوطني الحر"، الذي يرأسه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
وأكد شهود عيان تطويق عشرات المُحتجين للمركز الرئيسي للتيار الوطني الحر في منطقة سن الفيل، شمالي العاصمة بيروت. وسُمعت طلقات نارية في المنطقة دون تأكيد مصدرها. ولم تُسجّل حتى الساعة تحركات استثنائية ظاهرة للأجهزة الأمنية والعسكرية لمواكبة تحركات أنصار "حركة أمل" التي توسعت خلال الساعات القليلة الماضية لتغطي بعض التقاطعات في بيروت والضواحي الجنوبية والشمالية لها.
من جهة أخرى، بدأت دعوات باسيل للاعتذار تتوالى على لسان بعض الوزراء المُشاركين في الحكومة، كما تناقلت وسائل إعلام محلية أن بري حدد سقف المقبول من باسيل بضرورة الاعتذار علناً منه، بعد وصفه بـ"عديم الفهم، والبلطجي".
وأكد رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، أنه ستكون له مبادرة لتهدئة الأجواء، معتبراً أن البلد "ليس بحاجة لا إلى تصعيد ولا إلى تأزيم"، "وأهدافنا جميعاً، فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري وأنا شخصياً، أن ندير هذا البلد بأفضل طريقة لما فيه مصلحة المواطنين".
وجاء موقف الحريري في أعقاب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا.
وأصدر "حزب الله" اللبناني بياناً رفض فيه "بشكل قاطع" الكلام الذي تعرض "بالإساءة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري شكلاً ومضموناً"، ودعا إلى "المسارعة بمعالجة هذا الوضع القائم بأعلى درجة من الحكمة والمسؤولية". كما أشار الحزب إلى أن "هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرق الصف وتمزق الشمل وتأخذ البلد إلى مخاطر هو بغنى عنها".
كما تطرق عضو كتلة "حزب الله" النيابية النائب حسن فضل الله، إلى تسريبات باسيل، على هامش اجتماع لجنة الاتصالات النيابية، مشيراً إلى أن الحزب "لديه قنوات للتواصل ونأمل أن تعالج الأمور وأن نخوض الانتخابات بخطاب هادئ ويجمع اللبنانيين".
وأكد فضل الله أن "المجلس النيابي هو أهم سلطة رقابية وهو السلطة الأم، والجهة المخولة للرقابة على أعمال الحكومة وعلى السلطة التنفيذية والمكان الذي نحاسب فيه أي مخالفة للقانون".
كما حضر كلام باسيل خلال استقبال بري وزير الأشغال، يوسف فنيانوس، (ممثل تيار المردة في الحكومة، وهو على خلاف سياسي مع تيار باسيل)، الذي دعا باسيل إلى الاعتذار، "وأن يقول إنه أخطأ بحق اللبنانيين في كلامه الأخير ويجب عدم الوصول إلى هذا الخطاب المتدنّي".
وأصدر "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، وهو أعلى مرجعية رسمية للطائفة الشيعية في لبنان، بياناً حذر فيه من "النهج المتبع في إثارة الأجواء الطائفية والمذهبية وتناول الرمز الوطني الكبير دولة الرئيس نبيه بري، فهذا الاستهداف يطاول كل هذه العناوين ويأخذ البلاد إلى فتنة داخلية لأهداف شخصية".
وشهد مقر السفارة اللبنانية في أبيدجان، التي تقيم فيها جالية لبنانية كبيرة، اعتصاماً لمناصري بري، احتجاجاً على وصف باسيل له بـ"عديم الفهم، والبلطجي".
ولم تؤثر الاحتجاجات على جدول أعمال الرئيس الألماني الذي وصل إلى لبنان عصر اليوم، وعقد مساء مؤتمرا صحافيا مُشتركاً مع رئيس الجمهورية ميشال عون، لبحث الدعم الألماني المطلوب للبنان.
وحضر المؤتمر وزير الخارجية جبران باسيل، الذي طالبه وزيران في حكومة الرئيس سعد الحريري، بتقديم اعتذار عن وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"عديم الفهم والبلطجي". والوزيران هما نهاد المشنوق، أحد ممثلي تيار المستقبل في الحكومة، ويوسف فنيانوس، ممثل تيار المردة.