سرت في العاصمة اللبنانية، بيروت منذ أيام، شائعات عن قلق أمني من وجود سيارة إسعاف محمّلة بمتفجّرات، تزامناً مع انتشار غير مسبوق وإجراءات مشدّدة نفذها عناصر من "حزب الله" على مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت (المربّع الأمني لـحزب الله ومقرّ قيادته وحاضنته الشعبية على المدخل الجنوبي للعاصمة) وفي الشوارع المحيطة للمستشفيات والمراكز الطبية فيها والمحسوبة على الحزب.
مصادر محلية، ذكرت لـ"العربي الجديد"، أنّ "عناصر الحزب انتشروا بسلاحهم في الضاحية وقاموا بالتدقيق بشكل مكثّف بهويات المواطنين، ما ترك الأهالي في أجواء متخوّفة من استهداف جديد قد يطاول الضاحية".
وما يزيد المخاوف، وفق المصادر، أنّ "هذه الإجراءات تأتي بعد أقلّ من عشرة أيام على صدور الكثير من التحذيرات الأمنية عن جهات سياسية ومسؤولين أمنيين وسفارات أجنبية تتحدّث عن نشاط أمني في بيروت وخشية وقوع اعتداءات في شوارع ومناطق رئيسية".
وأشار أحد المواقع الإلكترونية إلى أنّ السيارة التي يشكّ بأنها محمّلة بالمتفجرات تابعة للصليب الأحمر اللبناني، وهو ما نفته الجمعية بشكل قاطع.
ووزّعت إدارة الصليب الأحمر اللبناني تعميماً على مراكزها وعناصرها والمتطوّعين فيها طلب منهم فيه "عدم تحريك أي سيارة تابعة للصليب الأحمر قبل إبلاغ غرفة العمليات، كما يمنع منعاً باتاً المهمات المختلفة".
ورفض كتانة وضع هذا التعميم في إطار "الشائعات التي تمّ تداولها على بعض المواقع الإلكترونية، والتي جرّت أساساً اسم الصليب الأحمر، ما اضطرنا إلى إصدار بيان نفي قاطع بأنّ لا علاقة للصليب الأحمر وقد تراجعت هذه المواقع عن المعلومات التي تقدّمت بها".
وطبقاً لما أكده أحد الضباط الأمنيين اللبنانيين لـ"العربي الجديد"، فإن"الحذر الأمني يخيّم على لبنان منذ مدة، ولا حاجة إلى الهلع أو القلق على اعتبار أنّ القوى الأمنية تقوم بأقصى واجباتها".
وأضاف أنّ "القلق موجود قبل بدء الحديث عن وجود سيارة إسعاف مفخخة، وسيبقى التأهب قائماً أيضاً لكونه واجباً"، في حين تجمع القوى السياسية على مبدأ المحافظة على الاستقرار في لبنان في ظل الظروف الإقليمية الصعبة".
والجدير بالذكر، أنّ التفجير الأخيرالذي وقع في بيروت، يعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باستهداف انتحاريين اثنين لمنطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية.
وأتى التفجير الذي استهدف بنك "لبنان والمهجر" قبل عشرة أيام في سياق مختلف تماماً، إذ أجمعت القراءات الأمنية والسياسية على اندراج هذا التفجير ضمن المعركة القائمة بين حزب الله والمصارف اللبنانية نتيجة العقوبات المالية الأميركية المفروضة على الحزب.
اقــرأ أيضاً