بعد قطع الأمم المتحدة المعونات عن عدد كبير من اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية، جاءت عاصفة ثلجية لتزيد من معاناة النازحين في المنطقة المشهورة ببرودة طقسها.
وأوضحت مصادر من المخيمات لـ"العربي الجديد" أن الثلوج بدأت بالهطول منذ أمس وقطعت معظم الطرقات المؤدية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية، وسط حالة سيئة لدى كثير من النازحين بعد فصلهم من برامج المعونات الذي تقدمه منظمة الأمم المتحدة.
وجاءت العاصفة الثلجية لتزيد من معاناة اللاجئين بعد فصل 1700 منهم من برنامج المعونات المالية التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة على شكل رصيد معبأ في بطاقة إلكترونية، بحسب ما أكّدته المصادر لـ"العربي الجديد".
وقال اللاجئ السوري، أبو محمد: "فصلوني عن مساعدات الأمم المتحدة وأنا عاجز عن الحركة، وليس لدي أولاد كي يساعدوني، لست قادراً على العمل والثلوج طمرتنا، أرجوكم أوصلوا رسالتنا للمعنيين".
كما عبّرت اللاجئة، أم سامر، عن حزنها على طفلتها قائلة "قطعت الأمم المتحدة المساعدة عني، ولدي طفلة تحتاج إلى الحليب والدواء ومستلزمات ضرورية، زوجي يعمل في الشهر يوماً أو يومين، ولا نستطيع تأمين الحليب لهذه الطفلة، كيف تلجأ الأمم المتحدة إلى فصلنا".
وأشارت أم لؤي إلى أن قطع المساعدة عنها كان "بحجة أني أعيش في المخيم بمفردي وليس لدي عائلة. هل هذا عذر؟ يوزعون المساعدات داخل سورية لمن لا يحتاجون لها عند النظام ويحرموننا منها، كنت أشتري المازوت للتدفئة بالمساعدات التي تعطيها الأمم المتحدة أما اليوم جاءت العاصفة ولا مساعدات".
أما الناشط أحمد القصير، فقال لـ"العربي الجديد": "اللاجئون يستغيثون ويناشدون المسؤولين في منطقة عرسال، فالطقس في المنطقة قاس جداً كونها جبليّة ومرتفعة وجرداء، ومع قدوم العاصفة تقطعت معظم الطرق إلى مخيمات عرسال".
وأكد القصير المطّلع على وضع اللاجئين في عرسال: "بلغت سماكة الثلوج قرابة 50 سم في مناطق المخيم، وبعض الخيام وقعت فوق ساكنيها من تراكم الثلج، خلال الليلة الماضية".
ولفت القصير إلى أنّ المنظمات توزع في العادة 20 ليتراً من المازوت لكل خيمة في المنطقة، إضافة إلى الأغطية الشتوية عند قدوم العواصف إلى المنطقة، لكن هذا العام لم تقدم المنظمات شيئا يذكر حتى الآن، كما أن معظم الطرق بين البقاع وبيروت مقطوعة أو المرور فيها خطر بسبب الثلوج.
وانتقد القصير سياسة المنظّمات الإنسانية العاملة في لبنان، مؤكداً علمها السابق بالعاصفة، "لكنها لم تتخذ أية إجراءات وقائية أو قبليّة، وفي كل سنة يتكرر الأمر ذاته، فبعد قدوم العاصفة وصراخ اللاجئين، تتحرك المنظمات لكنها لا تتمكن من الوصول إلى المخيمات بسبب انقطاع الطرق، وتصل مساعداتها إلى المخيم بعد انتهاء العاصفة".
وتضم مخيمات عرسال قرابة 80 ألف لاجئ سوري، يتوزعون على مخيمات عدة في البلدة، إضافة لقرابة 40 ألف لاجئ في مخيمات تقع في جرود البلدة.