يتواصل الحديث في لبنان عن إعلان "منطقة آمنة" للاجئين السوريين قرب الحدود الشرقية، مع استمرار التفاوض بين أطراف غير رسمية في البلدين لتحديد آلية عودة اللاجئين من عرسال، كبرى البلدات اللبنانية التي تضم أكثر من 100 ألف لاجئ، أغلبهم من منطقة القلمون السورية، إلى مناطقهم.
وهي مفاوضات تتم بين "حزب الله" من جهة، وبين "الهيئة الشرعية واللجنة المدنية في وادي حميد ـ جرود عرسال" (هيئة دينية مدنية تدير شؤون اللاجئين في مخيمات عرسال العشوائية)، منذ مطلع فبراير/شباط الماضي، مع استمرار عملية الإحصاء التي يقوم بها سوريون موالون للنظام داخل عرسال لتحديد عدد اللاجئين والمناطق التي هربوا منها في سورية.
وبرزت مؤخراً، في هذا المجال، أحاديث متفرقة لمصادر عسكرية لبنانية عن بحث مسؤولين غربيين زاروا لبنان ملف المناطق الآمنة دون الخوض في طبيعة المباحثات بين الجهات اللبنانية ومسؤولين عسكريين وسياسيين أميركيين وفرنسيين زاروا بيروت مؤخراً.
وشكلت زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الجنرال جوزيف فوتيل، أبرز هذه الزيارات، بعد أن سبقه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، السيناتور روبرت كوركر، وتبعه وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان.
فوتيل وصل إلى لبنان بعد زيارة غير معلنة لمناطق في شمالي سورية للاطلاع على التعاون بين القوات الكردية والمستشارين العسكريين الأميركيين المنتشرين هناك. وكما في سورية، زار فوتيل الحدود حيث اطلع على الإجراءات الميدانية للجيش اللبناني، وفعالية الأسلحة والذخائر الأميركية التي تم تقديمها له، لاستهداف مسلحي عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) المنتشرين في الجرود المتداخلة بين لبنان وسورية.
وقد تطورت نوعية المساعدات العسكرية الأميركية للبنان بعد الأزمة السورية لتشمل طائرات استطلاع مجهزة بمنصات إطلاق صواريخ جو - أرض، والصواريخ، ومدفعية ميدان مع ذخائرها، وأسلحة خفيفة ومتوسطة وآليات. وتشكل هذه المعدات مع الدعم اللوجستي والتقني للجيش اللبناني من قبل بريطانيا أساس الأفواج الحدودية البرية، التي أسسها الجيش مؤخراً.
ورغم تلاقي التوجهات المُعلنة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع توجهات النظام السوري الذي يسعى عبر "حزب الله" لإقامة إحدى "المناطق اللآمنة" للاجئين السوريين قرب الحدود مع لبنان، إلا أن التفسير أو الغاية من إعلان هذه المناطق يتفاوت بين الطرفين.
وهي تخضع لمعايير سياسية وميدانية تتحدد من خلالها أهداف كل الفرقاء من إعلان هذه المناطق، مع الإشارة إلى استمرار معاناة أكثر من 140 ألف مدني لبناني وسوري بسبب توقف نقل مياه الصرف الصحي إلى جور صحية خارج البلدة منذ حوالى شهر ونصف الشهر "لأسباب أمنية" بحسب الجيش، بينما يقول الأهالي إنها محاولة ضغط من قبل "حزب الله" لتسريع المفاوضات حول نقل اللاجئين إلى سورية وفق شروطه.