يترقب الجميع عودة تصفيات القارة الأميركية الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وذلك خلال جولتها الحادية عشرة، والتي ستشهد مباريات نارية ستغير من دون شك معالم الترتيب الحالي، وتبرز قمة سوبر كلاسيكو القارة اللاتينية بين الأرجنتين والبرازيل بين كل المباريات.
عن القمة المنتظرة
الجميع يعلم مدى الصراع التاريخي بين البرازيل والأرجنتين، فقبل أن تكون كرة القدم منتشرة بشكل واسع في العالم كان التنافس دائماً على أشدّه بين الطرفين، والاختلاف بينهما قائمٌ حتى على أساس اللغة، فالبرازيل كانت محتلة في السابق من قبل البرتغال، فيما كانت الأرجنتين مستعمرة لإسبانيا.
يشهد التاريخ أن المنافسة بين الجارتين جغرافياً كانت دائماً مبنية على الانتصار على الطرف الآخر أكثر من التتويج بالألقاب، فالجماهير دائماً ما تفرح عند سقوط العدوّ التاريخي في أية رياضة، والتقى الطرفان في 98 مواجهة سابقة، استطاع كل طرف الفوز 36 مرة وكان التعادل سيد الموقف في 24 مناسبة، سجلت الأرجنتين 152 هدفاً مقابل 148 للبرازيل.
وجرت المواجهة الأولى بين الخصمين الكبيرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في شهر سبتمبر عام 1914، ورغم أنها كانت مباراة ودية إلا أن أصحاب الدار انتصروا بنتيجة 3-0، أما المواجهة الأخيرة فكانت يوم 13 نوفمبر 2015، وكذلك جرت في نفس المدينة خلال التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.
وتذكّر الجماهير الأرجنتينية دائماً البرازيليين بالهزيمة التاريخية والأكبر في مواجهات الطرفين يوم 5 مارس/ آذار عام 1940، حين تواجه الطرفان في العاصمة بوينس آيرس، وفاز نجوم بلاد الفضة بنتيجة 6-1. ويمتلك منتخب التانغو في رصيده 19 لقباً حققها طوال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة، منها اثنان في كأس العالم و14 في كوبا أميركا، أما منتخب السامبا فبحوزته 18 لقباً، وهو صاحب الرقم القياسي في العرس العالمي برصيد 5 كؤوس، ولديه 8 ألقاب في كوبا أميركا.
صراع الأجيال
لم تقتصر المنافسة على مستوى الفريقين بشكل عام بل امتدت للمقارنة بين أساطير الطرفين، فالجماهير الأرجنتينية تعتبر دييغو أرماندو مارادونا اللاعب الأفضل في تاريخ الساحرة المستديرة، فيما يرى البرازيليون أن الجوهرة بيليه هو الذي يستحق هذا اللقب، ومن ناحية الأرقام خاض كل لاعب منهما 91 مباراة، لكن بيليه يتفوق في عدد الأهداف إذ سجل 77 مرة مقابل 44 لمارادونا، وتوّج الأول بثلاثة ألقاب في كأس العالم مقابل لقب واحد للثاني في 1986 حين سجل هدفه الشهير أمام إنكلترا في ربع النهائي، وخلال مسيرته سجل أسطورة البرازيل 767 هدفاً في 831 مباراة بمعدل 0.922 في اللقاء الواحد، أما أيقونة الأرجنتين فقد أحرز 311 هدفاً في 589 مباراة ويبلغ معدله 0.528 في المباراة الواحدة.
وفي الجيل الحالي تعتمد البرازيل على مهاجم برشلونة نيمار دا سيلفا، وهو الذي يعتبر النجم الأول لبلاده، وبالتالي عليه قيادة فريقه للفوز والبقاء في الصدارة، أما الأرجنتين التي تعاني، فتعيش حالة من الخوف والترقب، فالخسارة ستبعدها أكثر عن حلم التأهل إلى المونديال، وفي حال حصل ذلك فإنها ستخسر الكثير على صعيد اعتزال نجومها، وأبرزهم ليونيل ميسي الذي يعتبر أفضل لاعب في العالم حالياً، والذي يراه كثيرون أنه إذا ما حقق لقباً لبلاده على غرار كأس العالم فإن أحداً لن يتمكن من تجاوزه.